أنطوان غطاس صعب
حمل منتدى اتفاق الطائف الذي عقد منذ أيام في الاونسكو أكثر من رسالة في هذه المرحلة، وخصوصاً غداة الحديث المتجدّد عن بحث جدّي في تعديلات على النظام السياسي اللبناني .
وتشير مصادر مطلعة إلى أن هذا الاحتفال فتح باب الاستحقاق الرئاسي داخلياً وعربياً ودولياً من خلال الحضور العربي والدولي ولا سيما لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ما يدل على أن هناك توجهاً دولياً وعربياً ولا سيما خليجياً من أجل أن ينتخب الرئيس المقبل في أقرب وقت ممكن وهذا ما أكدت عليه معظم كلمات المشاركين في المؤتمر وصولاً الى أجواء أخرى من الفاتيكان بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بقداسة البابا فرنسيس، اذ وضع البطريرك الراعي في صورة لقاءاته مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارة الأخير منذ أسبوع الى الفاتيكان ومن ثم حضّ البابا باريس على ضرورة مساعدة لبنان لخلاصه من أزماته وتحديداً انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية في وقت قريب، في حين أن هناك معلومات تؤكد أن قداسة الحبر الأعظم تمنى على البطريرك الراعي أن يكون هناك موقف مسيحي داعم للتعايش الاسلامي – المسيحي، وهذا ما يشدّد عليه البابا في كل كلماته وعظاته ومواقفه لا سيما في مملكة البحرين عندما أكّد على التعايش الاسلامي – المسيحي التاريخي ويرى أن لبنان نموذج لذلك.
وتتابع المصادر أنه وعلى هذه الخلفية ان عظات البطريرك الراعي تؤكد على أهمية التواصل المسيحي – الإسلامي ولذلك ان ما قاله سيد بكركي بأن الرئيس ميقاتي أكّد له الالتزام بما قاله الدستور حول حكومة تصريف الأعمال هو تأكيد إضافي على أنه لا توجّس للسيطرة على صلاحيات الرئاسة الأولى وفق ما يسوّقه البعض بل أن حكومة تصريف الأعمال ستعمل وفق ما أناط بها الدستور وهناك كلام كبير صدر من بيان دار الفتوى الجامع الأخير حول هذا الموضوع .
وتقول المصادر أن كل هذه المواقف من تحصين الطائف وما جرى في الأونيسكو الى ما قاله قداسة البابا وما يقوم به البطريرك الراعي دليل للحفاظ على السلم الأهلي وخوفاً وتجنباً لأي منزلقات أمنية في هذه المرحلة وسط اجماع مسيحي واسلامي على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد.
خاص “جبيل اليوم”