المركزية- بالتزامن مع وصول الموفدين الدوليين الى لبنان في الساعات المقبلة، وأبرزهم وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه السبت مبدئيا وايضا وزير الخارجية البحرينية عبداللطيف بن راشد الزياني الذي يحط في بيروت في زيارة خاطفة الاحد، يبدو حتى الساعة ان الاهتمام الدولي الكبير بلبنان، لإنقاذه من حرب مدمّرة تهدد اسرائيل يوميا بشنها عليه، لا يقابَل كما يجب في بيروت.
وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن الخارج يبدو مهتما بمصير لبنان وشعبه واقتصاده… أكثر من المسؤولين اللبنانيين انفسهم. ذلك انه وحتى اللحظة، لم يبد حزب الله اي تجاوب مع الطروحات الدولية عموما والفرنسية تحديدا لاعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية، وقد أبلغ لبنان – الرسمي، أنه لا يزال يتمسك بمسألة ربط لبنان بغزة، اي انه وطالما ان لا هدنة في غزة فلن يتوقّف “الإشغال” في الجنوب، حتى ولو كلّفنا هذا “الإشغال” باهظا، حتى ان الحزب لا يأخذ التهديدات على محمل الجد، بل يعتبرها مجرد تهويل اسرائيلي.
لكن في مقابل هذا الاسترخاء الرسمي السيادي، وامام “عجز الدولة” عن لجم حزب الله وفرض وقف القتال جنوبا بما فيه مصلحة لبنان، تقول المصادر ان القوى المعارضة سترفع الصوت السبت، من معراب، لتطالب الدولة والعالم بالاسراع في تطبيق القرار 1701، اليوم وليس غدا، في الجنوب، لانه السبيل الوحيد لتفادي السيناريو الاسوأ.
وبحسب المصادر، فإن هذا اللقاء بالغ الاهمية من حيث الشكل والمضمون. فهو اولا سيكون لقاء جامعا لكل الاطراف السيادية المعارضة في البلاد، وهو عابر للطوائف والمذاهب، ولا ينحصر بفريق واحد، كما وسيخرج عنه بيان، لن يسمعه الداخل فحسب بقدر ما هو موجّه الى المجتمع الدولي والعواصم الكبرى بأن اللبنانيين لا يريدون الحرب ويجب إبعاد شبحها عنهم بكل الوسائل الممكنة.
غير ان ما سينادي به اللقاء، هو وقف البحث عن الحلول والتسويات هنا وهناك، والاقلاع عن محاولة ترقيع الامور عبر محاولة تسويق “أنصاف حلول”، من قبيل انسحاب جزئي لحزب الله او تراجع شكلي لبعض الكيلومترات فقط، عن الحدود الجنوبية. فالحل واضح وموجود ووحيد: الـ1701.
لا بد من العودة الى هذا القرار فورا، تتابع المصادر. هذا ما سيطالب به المجتمعون في معراب. فلا حل مستداما وثابتا للواقع العسكري والامني للبنان الا من خلال نشر الجيش اللبناني بشكل قوي في الجنوب الى جانب قوات اليونيفيل، ومن خلال ضبط الحدود الجنوبية وايضا الشمالية والشرقية لوقف تدفّق كل انواع “المصائب”، مِن السلاح الى المجرمين وصولا الى النازحين ولممنوعات، عبرها، من والى سوريا.
فهل يختصر لبنان الرسمي والمجتمع الدولي، الطريق، ويذهبان وبسرعة الى الحل الافضل والانجع، قبل فوات الاوان؟
لارا يزبك – “المركزية”