حجبت التطورات المتسارعة في غزة وجنوب لبنان الحديث عن أي إستحقاقات في الداخل، ولا سيما الإنتخابات الرئاسية وحيث باتت في حكم المؤجلة إلى أجل غير مسمّى وربما كثيراً جداً، إلّا في حال حصل توافق تحت الطاولة أو فوقها وبرعاية دولية لتمرير إنتخاب رئيس بمواصفات أمنية، تجنّباً للأسوأ في لبنان في هذه المرحلة الصعبة، باعتبار أن تداعيات حرب غزة وما يحدث في الجنوب ستكون طويلة جداً، ولهذه الغاية، الأمور ذاهبة باتجاهات غير معروفة الأهداف والمرامي.
من هنا ثمة معلومات من مصادر دبلوماسية غربية وعربية، أن لبنان قد يكون في منأى عما حصل في حرب تموز، لكن الأمور ليست ممسوكة كما يعتقد البعض، لأن هناك جهات إقليمية وفصائل فلسطينية وسواها، قادرة على إشعال الساحة الجنوبية، في حين أن حزب الله الذي يواكب ويتابع العملية لوجستياً ودعماً لحركة حماس، أيضاً ربما قد يذهب باتجاه المعركة إذ تغيّر اتجاهها وحصل ما يحصل في غزة أو إيران وسواها وربما في سوريا.
عندها قد يدخل المعركة بقوة على غرار حرب تموز ٢٠٠٦ ، ما يعني أن لبنان وفي هذه المرحلة يعيش حالة إنتظار ثقيلة، وقد تحصل تطورات متسارعة ومفاجئة، ولهذه الغاية، الأفق مسدود أكان سياسياً أو أمنياً أو اقتصادياً، لذلك تشير المصادر الغربية إلى أن هناك انتظارا ليوم أو يومين، لمعرفة توجهات مسار المعركة، إذ قد تلجمها الاتصالات الدولية على أعلى المستويات، وإلّا فإن العدو الإسرائيلي سيعتمد سياسية الأرض المحروقة بعد خساراته البشرية الكبيرة، بعد دخول المستوطنات من قبل حماس.
أنطوان غطاس صعب – “اللواء”