ترك العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، أكثر من سؤال حول مدى انعكاس ذلك على الوضع في المنطقة وتحديداً الساحة اللبنانية. وذاك باعتبارها الخاسرة الرخوة في هذا السياق، وبناء عليه تشير المعطيات والمعلومات إلى أن الأيام القادمة ستشهد تصعيداً ميدانياً نوعياً في كل الجبهات والساحات وتحديداً في سوريا والجولان، وسيواصل العدو الإسرائيلي قصفه لدمشق وحلب ومناطق أخرى، وبمعنى أوضح، دخلنا في الحرب الشاملة إلى أن تلجمها الإتصالات الديبلوماسية وربما الوصول إلى توافق بين الأطراف المعنية، لكن التصعيد العسكري إنما هو أكثر من رسالة خصوصاً بعد زيارة وفد قيادة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية إلى إيران، ولقائه بالإمام علي خامنئي، ما ترك ردة فعل سلبية عند الإسرائيلي، على أساس أن الزيارة يمكن أن تشكّل دعماً جديداً لحركة لحماس قبل معركة رفح، ما يؤكد المؤكد بأن العدو الإسرائيلي أخذ القرار باستئصال حماس وقياداتها، وعلى هذه الخلفية، فإنه وجّه رسالة إلى إيران في دمشق باعتبارها من يدعم حماس سلاحاً ومالاً، والسؤال كيف سيكون الوضع في الجنوب؟
مصادر ديبلوماسية البالغة الأهمية، تؤكد لموقع “جبيل اليوم” بأن الجنوب سيشهد بدوره تصعيداً نوعياً وستتخطى عمليات القصف العمق اللبناني، إذا كان هناك قرار متخذاً من قبل الإسرائيليين من أجل إستغلال الوقت الضائع في المنطقة من الإنتخابات الرئاسية الأميركية إلى كل ما يحصل في غزة وسواها، في حين أن اقتحام رفع سيؤدي إلى اشتعال الساحات، والخوف والقلق من فتح جبهة غور الأردن التي بدورها ستكون نهاية المطاف لأي حلول دبلوماسية، بل ثمة حرب كبيرة ستندلع في المنطقة على هذه الخلفية.
أنطوان غطاس صعب