- Advertisement -

- Advertisement -

دعم “القوّات” مرشّحين مستقلّين: كادر بمنطلقات سياديّة

“النهار”- مجد بو مجاهد

تبرز صور كثيفة في ألبوم معراب الانتخابيّ، كانت التقطتها عدسات الكاميرا لمرشّحين مستقلّين مدعومين “قواتيّاً” أمام المنصّة المغلّفة باللون الأحمر. تنبثق الكادرات العاكسة حماسة للاستحقاق من استراتيجية ترشيحية قائمة على دعم أسماء من فئتين حزبية أو مستقلّة متشاركة في الروحية السياسية مع رؤية معراب السيادية. ومن هنا، تنبثق عملية اختيار شخصيات مستقلّة مدعومة “قواتيّاً” على امتداد اللوائح الحمراء، كوجوه تتشابه في طروحاتها الكبرى مع احتفاظها باستقلالية شخصية. وتذكّر مصادر “قواتية” بارزة أنّ مقاربة رئيس “القوّات” سمير جعجع كانت في طليعة من اعتمد خيارات واختيارات وزارية قائمة على أسس غير حزبية مع توخّي معايير علميّة. ولم يسبق أن بدأت الرحلة “القواتيّة” مع الوزير السابق غسّان حاصباني من باب حزبيّ. واستطلع جعجع في حاصباني مواصفات الشخص المؤهّل لتولّي منصب نائب رئاسة الحكومة بعد الاطّلاع على تفاصيل سيرة ذاتية عكست مواصفات قيادية في الشؤون الإدارية. ولم يلبث أن اكتسب مسمّى “الرفيق غسّان” مع خوضه الانتخابات المقبلة ببطاقة حزبيّة. وسلّطت “القوّات” الأضواء وزارياً على الكفاية التي يتمتّع بها الوزير كميل أبو سليمان، رغم أنّه لم يحمل يوماً بطاقة انتساب حزبية. ولا يزال رئيس “القوات” يحمل هاتفه ويلقي التحية على أبو سليمان كلّما تواجد خارج البلاد، متوقّفاً عند مقاربته في المضامين التي تدخل ضمن نطاق اختصاصه.

وإذ لا تميّز منطلقات “القوّات” بين الوجوه الحزبية والشخصيات المستقلّة التي تحمل في جعبة أفكارها امتدادات مبدئية سياسية “قواتية”، تؤكّد أنّ المعطى الانتخابي غير مرتبط ببعد تنافسيّ بين إيصال حزبيين أو مستقلين إلى البرلمان بل متمحور حول معركة بين مشروعين سياسيين كبيرين: محور السيادة في مواجهة محور الممانعة. ولا تدعم معراب مصطلح “المرشّح المستقلّ” من باب مفتقر إلى مرادفات الحقل المعجمي المحسوب على التوجّهات السيادية المنبثقة من مشروع “ثورة الأرز”. وتؤكّد أوساطها ارتباط الاختيارات بتوليفة من السير السياسية أو الاجتماعية للمرشحين، حيث جمعت من سيرهم مفردات: حريّة، استقلال، سيادة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الشخص المواجه للمرشح “المستقلّ السيادي” هو المرشّح “المستقلّ الممانع” المحسوب في توجهاته السياسية على المحور المقابل. ومن هنا، تركّز “القوات” على ضرورة التمييز في معاني الترشيحات التي تتّخذ عنوان “المستقلين” وسط طفرة لوائح غير مسبوقة، قد تحمل بعضها راية مستقلّة سطحية وغير حقيقية لإرباك الناخبين خدمة لأهداف محور “الممانعة”.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

يُذكر على صعيد الأسماء المستقلّة المقرّبة من توجّهات “القوات” والمدعومة ترشيحيّاً من معراب، كلٌّ من: ميشال فلاح (دائرة “بيروت الثانية”)، مرشح مستقلّ على اللائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة، له حضوره إلى جانب القوى السيادية في مرحلة 14 آذار. وسام منصور (دائرة “الشمال الأولى”)، وهو طبيب مختبر يتمتّع بعلاقات مناطقية في عكار بما يشمل القواعد الجماهيرية “القواتية”. أنطوان صفير (دائرة “جبل لبنان الأولى”)، وهو خبير قانوني واسم بارز على صعيد تبنّي المبادئ السيادية. رازي الحاج (دائرة “جبل لبنان الثانية”)، ينطلق من علاقة وثيقة مع “القوات” ومن خلفية سياديّة في الموقف الرافض أيّ نوع من الاحتلالات. ألكساندر كرم (دائرة “جبل لبنان الثالثة”)، وهو صيدلي له حضوره في بعبدا ومقرّب من الجوّ السياسيّ “القواتي” والمحازبين في المنطقة. ولا يغيب عن الاعتبارات أنّ عائلة كرم تعتبر إحدى أكبر العائلات في الحدت. غادة أيوب (دائرة “الجنوب الأولى”)، وهي أستاذة في العلوم السياسية لها حضورها التاريخي مع “القوات” في جزين وعلى صعيد الجامعة اللبنانية، كما أنّها ناشطة على الصعيد الاجتماعي وصاحبة علاقات معروفة في صيدا. روبير كنعان (دائرة “الجنوب الثانية”)، وهو مهندس كمبيوتر معروف في منطقة مغدوشة، لا يعتبر مقرّباً من “القوات” على صعيد حزبيّ بل من منطلق مبدئي سياديّ عام. داني خاطر (دائرة “البقاع الثانية”)، وهو محامٍ يتمتّع بعلاقات جيدة مع المحازبين والمناصرين “القواتيين” في البقاع الغربي، وناشط على صعيد المجتمع المدني والعلاقات الدولية. ايلي البيطار (دائرة “البقاع الثالثة)، طبيب مقرّب من “القوات” وله علاقات موسّعة على صعيد بعلبك والهرمل.

وفي مثال معمّق على الجمع بين المقومات المستقلّة المتحالفة مع معراب، لا ينظر الخبير الاقتصادي رازي الحاج إلى العلاقة التي تربطه مع “القوات” من باب التفاصيل المرتبطة باستحقاق الانتخابات النيابية فحسب، في كونها غير مستجدّة ويتجاوز عمرها 10 سنوات ومبنية على التواصل المتقارب في مقاربة المواضيع السياسية والاقتصادية. ويُبنى الالتقاء السيادي مع “القوات” على أساس قضية عمرها عقود وقائمة على الدفاع عن مبادئ لبنان الحرية وهوية البلاد التي تأسّست مع الأجداد. ويقارب الروابط التي تجمعه بمعراب من زاوية الالتزام بالقدرة على تحقيق تغيير ممنهج مبنيّ على تطلّعات واضحة من خلال تقديم نموذج تشريعيّ قائم على اقتراح سياسات عامّة من شأنها أن تساهم في الخروج من الواقع الانهياريّ. ويعتبر المحطة الانتخابية معطى أساسيّاً في المواجهة السيادية، حيث لا يمكن التعبير عن تغيير فعليّ دون الانطلاق من قوّة منظّمة وكبيرة على المستوى السياسي. ولا يستطيع نائب واحد الانتقال بمفرده إلى تحقيق دور فعّال. ويستعدّ الحاج للانضمام إلى الكتلة “القواتية” والانتماء إليها كنقطة مركزية تشكّل فعالية للوصول إلى الأهداف المرجوّة. وينطلق استعداده المشترك مع “القوات” لخوض الانتخابات من عناوين أساسية: أوّلها، وظيفته كخبير اقتصاديّ عمل على دراسة أبعاد الأزمة الاقتصادية الراهنة وقراءة المنطلقات التي يمكن من خلالها في رأيه بناء خطّة للتعافي باعتبارها جزءاً من أجندة عمله. وثانيها، خلفيّته المجتمعية المنبثقة من كونه مديراً لمؤسسة اجتماعية على تماس مع واقع الناس لجهة العمل على مشاريع ذات طابع مستدام. وثالثها، حضوره كناشط مستقلّ على صعيد المجتمع المدني ومواكبته لمرحلة ما بعد انتفاضة 17 تشرين. ورابعها، المنطلق السياديّ.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد