- Advertisement -

- Advertisement -

مخاطر الهجرة اللبنانية / بقلم : العميد الركن المتقاعد زخيا الخوري

قد لا يجوز التشبّه بالعدو الإسرائيلي وكيفية التطوّر والتكاثر السكاني لديه . ففي العام 1991 بعد سقوط الإتحاد السوفياتي ، ساهمت الهجرة مساهمة كبيرة ، في النموّ داخل دولة الإحتلال الإسرائيلية التي إستوعبت النّخب منهم : 110 ألف مهندس ، 80 ألف تقني ، 35 ألف أستاذ ، سبعة الاف عالم ، 240 ألف طبيب ، ونحو 60 ألف عامل صناعيّ ، فكان النموّ كبيراً جدّاً ، وحتى أيامنا هذه ساهموا في تنامي الدّولة لتصبح قويّة وعصريّة ومتطوّرة .
أما في لبنان ، وعوضاً عن المحافظة على الشّباب النّخبة في الوطن ، ليستعان بهم في إعادة بناء بلد عصريّ ومتطوّر ، يستعدّ لموجة هجرة ثالثة جديدة بعد أن كانت الأولى أثناء الحرب العالمية الأولى ( 1865 – 1916 ) ، والثّانية خلال الحرب الأهلية ( 1975 – 1990 ) ، وإجمالاً ليست الحروب هي سبب الهجرة ، ولكن دائماً الوضع الإقتصادي هو العامل الأساس، والفوارق في الدّخل بين بلد الأمّ والبلاد المقصودة للهجرة .
وفي لبنان حالياً ، إنهيار كبير لقيمة الرّواتب ، وأزمات كثيرة ، من أزمة المحروقات ، والأدوية ، والإستشفاء ، وتوقّف معظم القطاعات عن العمل ، وإنهيار في قيمة العملة الوطنية، وإرتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية تجاوز 600 في المئة ، ومعظم الشركات قلّصت موظّفيها الثابتين حتى تجاوزت نسبة البطالة 40 في المئة .
لذا هذه الهجرة الكثيفة للمتخصّصين والمهنيّين ، والأطبّاء والممرّضين ، والجامعيّين والأستاذة، والميسورين وأصحاب الأعمال الذين يهاجرون مع عائلاتهم طلباً للإستثمار والإستقرار والأمان ، يتمّ ملاحظتها من خلال الإزدحام الحاصل عند مكاتب الأمن العام للحصول على جوازات السّفر. مردّها سوء تقدير الحكّام السياسيين اللبنانيين المرتهنين للخارج والأنانيين ، والأحزاب الطائفية والمذهبية ، وإقتناعهم بشعارات : “غنى لبنان بمهاجريه” ، “وجه لبنان الحضاري بمهاجريه” ، “إستمرارية إقتصاده من أموال مهاجريه”.
وتناسوا أنّهم فقدوا نخبة شباب الوطن بكل قطاعاته الذين من خلالهم تبنى وتتطوّر الأوطان ، وهجّرتموهم ليستفيد منهم الخارج .
نناشدكم أوقفوا هجرة كافة الأدمغة اللّبنانية ، وفّروا الحدّ الأدنى من المستوى المعيشي ، لا تهبطوا معنويات ، ولا تزرعوا اليأس في صفوف الشباب اللّبناني ، ولا تتباهوا بأموال المهاجرين .
لن تتمكّنوا من اعادة بناء قطاعات الوطن ، بالعمالة الأجنبية الفاقدة الأهلية . حافظوا على ما تبقّى من نخبكم لتحافظوا على بقائكم ، وإلّا سحقكم المحيط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد