- Advertisement -

- Advertisement -

الحصان الاتي من خلف البحار يجمع الصين والولايات المتحدة ولبنان

بقلم: البروفسور بيار الخوري
نائب رئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية

لمناسبه مرور 50 عاما على تأسيس العلاقات اللبنانية الصينية نستذكر الطبيب اللبناني الامريكي الذي عاش بين عامي 1910 و1988 والمعروف لدى الصينيين باسم “ما هايدي”.
وما هايدي تعني الحصان الاتي من خلف البحار، وهو الاسم الذي اطلقه الصينيون على الطبيب الامريكي من اصل لبناني جورج حاتم الذي تصدى لعلاج اربعين الف مصاب بالجذام والامراض الاخرى المتصلة بالحرب والامراض الزهرية في الصين.
حصل عام 1949 على الجنسية الصينية وبات مواطنا صينيا، وهو اول اجنبي يمنح الجنسية الصينية. حتى ان الزعيم الصيني ماو تسي تونغ قد كلف جورج حاتم بان يقوم بمساعدة مناطق الاقليات الصينية على تاسيس النظام الصحي في المناطق التي يتواجدون فيها بعد الاهمال المزمن التي تعرضت له هذه الاقليات قبل انتصار الثورة الصينية.
كما يعتبر حاتم المسؤول عن تحديث نظام العناية الصحية في عموم الصين، و كان مستشارا في وزاره الصحة واهتم بتاسيس مراكز بحثية ربما تكون هي الحاضنة الاولى للانجاز البحثي في مجال الصحة العامة الذي ادى اليوم الى التعامل بهذه الحرفية العالية وادارة النكبات الدقيقة التي تميزت بها الصين خلال جائحة الفيروس التاجي المستمرة في العالم حتى اليوم.
ماو تسي تونغ اراد ان يقوم جورج حاتم شخصيا باعلام الشعب الصيني بان الزعيم الصيني ليس مريضا، حين سرت شائعة في عموم البلاد عن مرض عضال يصيبة، وهذا بذاته يدل على المكانة التي كان يتمتع بها هذا الرجل وما كان له من قيمة معنوية لدى الشعب والقيادة الصينيين.
كرم في بلده الاصلي لبنان حيث سميت ساحة بلدته في اعالي منطقة المتن حمانا باسمه، وجرى تشييد نصب في وسط الساحة قدمه الصينيون للتعبير على تقديرهم لهذا الرجل وعلامة على ما اختزنه ويختزنه اللبنانيون من طاقات برزت في المهاجر وضاعت في وطنها الام.
توفي “الحصان الاتي من خلف البحار” جورج حاتم عام 1988 في الصين وتم دفنه في مقبره باباوشان الثوريه في بكين

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد