- Advertisement -

- Advertisement -

تحرّك البطريرك الراعي من ثوابت البطريركية ودور البطاركة التاريخي / كتب : المحامي بول كنعان

تواكب أصوات عديدة تحرك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاخير.
بعض الاصوات ينطلق من معرفة الحقيقة والبعض الآخر ينطلق من خلفيات مسبقة وتحليلات مغلوطة مرتبطة بشبُهات أصحابها السياسية،
في هذا السياق تجدر الاشارة الى أن التحرك الاخير يندرج من صميم ثوابت البطريركية المارونية ودور البطاركة الموارنة التاريخي وهو بعيد كل البعد عن الكثير من التحليلات الاعلامية والسياسية الساعية الى توظيفه توظيفاً سياسياً بات مألوفاً مع الاسف، في لبنان.

وللتبسيط يمكن القول أن البطريرك الراعي استشعر خطورة الاوضاع الوطنية واتساع احتمالات انزلاقها انزلاقات أمنية مدمرة تقود حكماً الى الشرذمة والانقسام أكثر من ما هي عليه اليوم من مظاهر فتنة وانقسام طائفي ومذهبي حاد.

فكان التحرك البطريركي بمثابة رسالة سلام وتوحيد وتلاقٍ وتجاوز كل الملفات الخلافية،
وعدم ترك الساحة الوطنية أسيرة المواقف التصعيدية المتطرفة.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

وبالطبع ليس في أجندة البطريرك الراعي إيجاد حلول ومخارج ملفات التوتر القائمة كون هذه المسؤولية تقع على السلطة السياسية والقضائية،
وإنما في أجندته تغليب منطق الحوار العقلاني على الخطاب الطائفي المتوتر، وتوسيع المشترك بين المكونات اللبنانية،
وتأكيد خيارات الكنيسة بوحدة لبنان الكفيلة بضمان مستقبل جميع أبنائه.

إنه الدور التاريخي للبطاركة الموارنة حين تتعطل فرص الحوار وتقفل الآفاق المحلية أمام إرادة اللبنانيين الصادقة بالعيش الاخوي الواحد، وتنفتح على أخطار الصراعات الخارجية،

وتشرّع الساحة الداخلية لهذه الصرعات بأدوات محلية إذ ذاك، يجد البطريرك الماروني المؤتمن على وحدة الكيان والارض والمؤسسات منذ ما قبل قيام دولة لبنان الكبير حتى اليوم،

يجد نفسه مدعّواً لرفع صوت الامانة لهذه الحقيقة التاريخية المتصلة بديمومة لبنان الوطن الرسالة بعيداً عن أي توظيف سياسي .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد