نقلا عن موقع وكالة اخبار اليوم
غايات انتخابية واثبات الذات… لسنا نفس الحزب الذي شارك في الحرب!
رانيا شخطورة – “أخبار اليوم”
منذ تشرين الاول العام 2019، “ركب” حزب الكتائب موجة المعارضة، شارك في التحركات على الارض ونطق بلغة المحتجين، وتبنى المطالب الشعبية من “اسقاط النظام” الى “كلن يعني كلن”…
ومع مرور الايام، وتحديدا مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، لا بد للكتائب –كما غيره من الاحزاب لا سيما المعارضة- من تحديد تموضوعه وبدء نسج التحالفات، فلا يمكن ان يخوض معركة وحيدا!
بعيدا عن “تاريخه النضالي”، اذ صحيح ان الازمة الاقتصادية والانهيار المالي تخطى كل حدود، لكن لا يمكن تجاوز التاريخ السياسي الذي قدم سيادة الدولة وديموقراطيها على ما سواها من اعتبارات.
من هنا، يبدو مستغربا جدا ان يقترب الكتائب من الاحزاب اليسارية التي تحمل شعارات اقتصادية بعيدة عن النظام اللبيرالي الحر، في الوقت عينه “تطنش” لا بل تؤيد سلاح المقاومة وسياسات حزب الله من لبنان الى طهران!… فكيف يمكن لمثل هذه التحالفات ان “تركب”، ما هي القواسم المشتركة؟
في موازاة ذلك، يعقد غدا مؤتمر سياديّ لتوحيد المعارضة في بيت “الوطنيين الأحرار” في السوديكو، الكتائب هو الغائب الاكبر عنه.
اين الكتائب اذًا اليوم؟
يشرح مرجع كتائبي سابق، انه منذ ان استلم النائب المستقيل سامي الجميل قيادة الحزب، اصبحت ادارة الحزب انطلاقا من قناعاته (اي سامي) الشخصية، حيث يعتبر انه لا يستطيع ان يتماشى مع الحياة السياسية الجديدة نظرا الى مشاركة الحزب بالحرب الاهلية، هو يحاول بطريقة او بأخرى كسر هذا المنحى ورسم صورة له كشخص متميز عابر للطوائف ومتخطٍ للسياسة التقليدية في لبنان.
وتحقيقا لهذا الهدف، يرى المرجع، عبر وكالة “أخبار اليوم”، ان سامي الجميل احاط نفسه بكوادر تفكر بنفس المبدأ لكن لا علاقة لها بالكتائب ، ولا بالتاريخ الكتائبي، ولا النضال الكتائبي، فبدأ الحزب يبتعد عن مساره.
وردا على سؤال، اشار المرجع ان الجميل يعرف ان التحالف مع القوات لن يكون لصالحه (بمعنى آخر يخشى ان تأكله)، لذلك يحاول ان يخلق لنفسه حيثية وان كانت بعيدة عن الشأن الوطني المسيحي، وتحقق مصالح شخصية ضمن الحزب.
وقد سئل الجميل الابن عن سبب الهجوم على القوات اللبنانية، فكان الجواب “هني مش موفرينا”. في حين يفترض تنظيم اختلاف الرأي دون السير بقرار القوات، مع العلم ان العلاقات لا تبنى بالهجوم الشخصي.
وفي هذا السياق، يلفت المرجع ان الجميل يحاول تركيب جبهة معارضة قوامها حزب الكتائب والاحرار وبعض النواب المستقيلين، وبعض المجموعات التي تطلق على نفسها “المجتمع المدني”… وكان يعتقد انه سيكون “الزعيم على رأس هؤلاء”، و”لكن يبدو ان رياح المعارضة لم تجرِ كما تشتهي سفن الكتائب”، اذ حصل خلاف على ما يبدو لان القوات ستشارك في المؤتمر الذي سيعقد غدا.
ويقول: بما ان ليس الكتائب مَن اعد للمؤتمر او مَن حضّر له، فلن يتمكن من ان يكون قائد هذه المعارضة، كما لديه التزامات اخرى، وبالتالي قرر عدم المشاركة. وهنا يأسف المرجع قائلا: قد يكون ارتكب الكتائب خطأ كبيرا.
وبحسب المرجع الكتائبي عينه، يتوقع سامي الجميل – من خلال اسلوبه في ادارة المعركة الانتخابية- انه سيحصل على 9 الى 12 نائبا، لكنه تلقى العديد من النصائح عن ان هذا الاسلوب لن يوصل الى اكثر من عدد نوابه قبل الاستقالة، في.
وفي موازاة ذلك، يعتبر المرجع الكتائبي السابق ان هناك تهديدا فعليا لسامي الجميل من خلال الحركة الواسعة التي تقوم بها يمنى الجميل ابنة عمه الرئيس الشهيد بشير الجميل، حتى اللحظة تؤكد يمنى ان هدفها الحزب لا الانتخابات، لكن لا شيء يحول دون ترشحها، واذا حصل ستؤثر عليه (اي على سامي) سلبا. اضف الى ذلك التململ الكبير في صفوف الحزب من النهج السياسي الذي يتبعه سامي الجميل.