تشير مصادر سياسية معنية، إلى أن لقاء رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي ، إنما جاء بمثابة ردّ الزيارة التي قام بها فرنجية ونجله النائب طوني إلى كليمنصو، لكن توقيت الزيارة، وإن كانت بعد مناسبة إحتفال جنبلاط بعمادة حفيدته في كنيسة دار مار أنطونيوس، إنما تحمل أكثر من دلالة في هذا التوقيت، أي أن ثمة أجواء تشير إلى أن البعض يرى، أن فرنجية ينتخب في حالة واحدة رئيساً للجمهورية، أي من خلال تسوية توافق عليها كل الأطراف في إطار صفقة شاملة على رئاسة الحكومة وسواها من الملفات المتراكمة، لكن أيضاً جنبلاط بدأ يدوزن تموضعه وتحالفاته، وإن كان لم، في ظل التأكيد على ثابتة مصالحة الجبل التي تجمع أطراف عدة.
أما في الشأن السياسي، فجنبلاط يعتبر من أبرز المقربين والأصدقاء التاريخيين لرئيس مجلس نواب نبيه بري، وعلى هذه الخلفية، فإن بري من رشح فرنجية لرئاسة الجمهورية، وينقل بأن اللقاء الديمقراطي، وبناءً على توصية وتوجهات رئيسه السابق وليد جنبلاط، قد ينتخب فرنجية إذا كانت هناك تسوية، في وقت نجله رئيس اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي غير ميال لانتخاب فرنجية.
لكن في الآونة الأخيرة، وبعد زيارة وفد الحزب التقدمي واللقاء الديمقراطي إلى عين التينة، كان هناك بحث عميق في موضوع الإستحقاق الرئاسي، وبالتالي تيمور يسير في هذا الخيار إذا كان هناك إجماع مسيحي بحسب المصادر السياسية، لذلك، المسألة متوقفة على هذه الناحية كي لا يصار إلى مقاطعة مسيحية لانتخاب فرنجية، وإن كان ترشيحه أو وصوله إلى بعبدا غير محسوم، بمعنى هناك سباق بين أكثر من مرشح رئاسي، إنما العلاقة بين كليمنصو وبنشعي بدأت تتفاعل وتسلك طريقها بإيجابية، وما زيارة جنبلاط إلى الشمال ولقائه بزعيم المردة، إلا دليل على هذا المعطى، حيث علم أن الزيارة حملت الكثير من الملفات التي تم بحثها، وتحديداً الإستحقاق الرئاسي ووضع النازحين والبلد والمنطقة بشكل عام، وبالمحصلة كانت هناك مجاملات ودردشة واطلاع على الوضع البيئي في بنشعي ومنطقة الشمال، التي أعجب بها جنبلاط.
أنطوان غطاس صعب – صحافي