يبدو انّ حزب الله لم يكن يعلم بِـ “طوفان حماس”، والا لكان استخدم لغة مختلفة عمّا كان يعتمدها في الاستحقاقات الداخلية من تنقيب على الغاز وصولا الى ترسيم الحدود البرية، ومرورا بالاستحقاق الرئاسي، لكنّ حركة حماس قلبت الامور رأساً على عقب بعد هجومها المباغت على المستوطنات الاسرائيلية، الامر الذي دفع الحزب الى خرق قواعد الهدنة مع اسرائيل، بالتالي أصبح بشكل او بآخر في قلب العملية العسكرية.
في المقابل، يخيم الغموض على مصير المناوشات الحاصلة بين الحزب والجيش الاسرائيلي، حيث السؤال الذي يطرحهُ المراقبون، هل ستبقى محصورة عند الحدود الجنوبية، ام سيرد الحزب الصاع صاعين، في حال حُددت ساعة الصفر الايرانية من عرين الضاحية، وفي ضوء زيارة وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان، الذي جرّهُ الطوفان الى المنطقة ولبنان.
واعتبر مصدر متابع ان لا شيء يمر دون علم النظام الايراني، متحدثا عن احتمال انخراط ساحات الممانعة، المحسوبة على ايران، في الصراع، حيث نسمع هتافات من الحشد العراقي والحوثي اليمني، وحزب الله اللبناني، علما ان شيئا لن يتحرك في هذه الساحات الا بإشراف مباشر من المرشد الاعلى في الجمهورية الايرانية علي خامنئي الذي يعلم بالامر قبل حدوثه.
وكان خامنئي حرص على التنصل من أية مسؤولية لايران عن عملية “طوفان حماس”، لكن في المقابل بارك عمل المقاومة، وبرّأها من أيادي التدخل الخارجي، في وقت يُصرّح المسؤولون الاميركيون، بعدم ثبوت أي تورط إيراني حتى اللحظة، رغم ان التخطيط المُمنهج والتمويل يدل بالاصبع على نظام الملالي، ولا شك برأي مراقبين دبلوماسيين، انّ طهران سوف تستثمر في نهاية المطاف النتائج العسكرية الطوفانية، لا سيما في تحسين ظروف التفاوض النووي مع الاميركيين، والملفات المفتوحة في المنطقة ككل.
شادي هيلانة – “اخبار اليوم”