- Advertisement -

- Advertisement -

هذا ما جرى في انتخابات المهندسين

كتب وجدي العريضي

تركت انتخابات نقابة المهندسين السبت المنصرم تساؤلات بالجملة والمفرق، حول تواطؤ الأحزاب فيما بينها ومحاولة تعويم نفسها، فيما تبين بالملموس والأدلة الدامغة وبالصوت أن المجتمع المدني ما زال حياً وقادراً على قلب الطاولة بفعل لغة الأرقام التي شهدتها النقابة وخصوصاً بعض المرشحين وفي طليعتهم الدكتورة هالة يونس التي لها باع طويل فيما تحمله من شهادات علمية قلّ نظيرها على مستوى المرشحين أو المهندسين، الى خبرتها ودورها وشفافيتها وحضورها، وعليه ان ما جرى يؤكد أن المجتمع المدني بألف خير، فيما الأحزاب تفتش عن محاولات لتقول أنها ما زالت موجودة، وقد جيّش حزب الله المهندسين التابعين له وحرّك فريق الممانعة والأحزاب الأخرى التي يدّعي بعضها السيادة كان متواطئاً بمن فيهم بعض المرشحين الذين تمّ دعمهم تحت الطاولة وفوقها من قبل فريق الممانعة، فعلى الصعيد الشيعي كان هناك 1300 صوت منهم 200 مستقلين، والسنّة 1100 صوت منهم 400 مستقلين، والدروز 400 صوت منهم 100 مستقل، وأصوات المسيحيين 2300 صوت أكثر من 1000 مستقل وهذه أرقام لافتة تحتاج الى قراءة متأنية، وقد تُرك تساؤل كيف أن تيار المستقبل خاض الانتخابات الى جانب حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر.
من هذا المنطلق، ان حزب الله حشد على طاولته 900 مهندس ومهندسة وليس 650 كمن دعا، وكان هناك أيضاً تواطؤ بين الحزب الشيوعي والممانعة وكل منهما لم يلتزم بتعهداته، واللافت أن الذين اقترعوا للدكتورة هالة يونس هم من النخب والذين يريدون بناء نقابة يفتخر بها الجميع وتعيد الزمن الجميل، الا أن هذا التواطؤ فعل فعله في هذه الانتخابات ، وهذه نقطة أساسية فالدكتورة يونس حصلت على 1200 صوت ولم تتمكن من الفوز بفارق 200 صوت، وهذا رقم لافت يعطيها ليس الأرجحية فحسب بل الوصول الى أعلى القمة نظراً لهذا العدد الوافر من الأصوات، أصوات النخبويين بامتياز.
ويبقى أخيراً، أن ما جرى يحمل دلالات على أن البعض أراد أن يحاسب وبمعنى آخر أن يسجل أحقاده ويخوض معركته ضد الدكتور نزار يونس الذي له باع طويل ككاتب وباحث سياسي وناشط ومن الذين لهم سلسلة أبحاث وكتب ومؤتمرات أي أنه رجل متكامل في الثقافة والأدب والهندسة، ناهيك الى دوره الوطني العلماني البحت، لذلك حاولوا الاقتصاص من خيمته المستقلة فكانت هذه المعركة وهذا الحشد من الممانعين على حساب الوطن وبناء نقابة للمهندسين، انما على من تقرأ مزاميرك يا داوود.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد