انطوان غطاس صعب – “اللواء”
يبدو أن عملية تشكيل الحكومة العتيدة دونها عقبات وصعوبات لا تحصى بفعل التعقيدات العديدة أكانت السياسية أو الطائفية أو الدخول في لعبة المحاصصة ومن ثمّ المداورة في توزيع الحقائب.
وتنقل مصادر واسعة الاطّلاع بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قام بإلتفافة بارزة عندما زار الديمان والتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي واليوم التقى المطران إلياس عودة في بيروت مما يدلّ أنه وضع المرجعيات المسيحية البارزة في الصورة الحكومية ولا سيما التشكيلة التي قدّمها لرئيس الجمهورية ميشال عون وانه وضعها من منطلق وطني بعدما حاول فريق التيار الوطني الحر العمل وفق الكسب الشعبوي وهذا ما حاول ميقاتي شرحه لكل من البطريرك الماروني والمطران عودة عندما أكّد لهما بأنه لن يمسّ بالميثاقية وانه اختار أسماء نظيفة الكفّ وتتمتع بالكفاءة ومن كل الطوائف ووضعهما بكل الأجواء المحيطة بالحكومة وبالوضعين الداخلي ومن ثم ما يجري في المنطقة ودولياً.
في هذا السياق لا تستبعد المصادر أن يستكمل ميقاتي جولاته لقطع الطريق على أي هجوم معاكس من التيار الوطني الحر، وبمعنى آخر ان هناك تفاهمات وتناغم وتماهٍ بين معظم القوى السيادية والاستقلالية والتغييريين على أن لا يعطوا رئيس الجمهورية أي فرصة فيما تبقّى له من فترة ثلاثة أشهر لانتهاء ولايته، ولذلك لن يشكّل ميقاتي حكومة جديدة بل ربّما سيقدّم تشكيلة جديدة ويقدّمها لرئيس الجمهورية وهو متأكد أنه سيرفضها أو يُبقي الوضع على ما هو عليه من خلال استمرار حكومة تصريف الأعمال ومتمسّكاً أيضاً بالدعم الفرنسي والعربي ولا سيما أنه التقى وزراء الخارجية العرب في دارته ووضعهم في الصورة وليس لديه ما يخسره في حال لم تشكّل حكومة على اعتبار أنه باقٍ كرئيس حكومة تصريف أعمال لحين انتهاء ولاية رئيس الجمهورية.