- Advertisement -

- Advertisement -

الرياض هي مفتاح حلّ الأزمة في لبنان

بقلم : أورنيللا سكّر

لقد أثبتت التجارب، أن لبنان لا يستطيع أن يكون في حالة الإكراه مع محيطه العربي، نظراً لأنه جزء من الجامعة العربية. كما أن المملكة العربية السعودية، لطالما كانت دائماً مساندة وداعمة للبنان، ولم تتطفّل في شؤونه وتملي عليه أي سياسات إقليمية، أو أسهمت بإضعافه واستنزافه إلى حدّ تغيير وجهه الثقافي والتاريخي. فللمملكة فضل كبير على لبنان، بمعزل عن الجالية اللبنانية الكبرى التي تعمل وتعيش فيها، فإن للرياض دور تاريخي وبصمة في تأسيس لبنان عبر اتفاق الطائف، ولا يمكن أن يتمرّد أحد على هذه المعادلة التي باتت أمر واقع بموجب أن لبنان قد بني على التفاهمات، وليس على سياسة الإكراهات والتهديدات والإنعزالية وإلغاء الآخر.
ومن الضروري قراءة كلام السفير السعودي وليد البخاري، الذي تزامن مع تصريحات وزير خارجية المملكة السعودية الأمير فيصل بن فرحان، عندما شخّص الوضع اللبناني بما معناه أن خلاصه يكمن بالإصلاح، وحل مسألة تدويل “ح zب الله” ، عبر توسّعات المحور من خلال الشعارات الشعبوية التي هي أبعد ما تكون عن أي “مقاومة” وعزة وكرامة .
فالواقع العربي اليوم هو في أشدّ محنته وبلحظة ضعف غير مسبوقة متمثلة بالفقر والعوز والإفقار والمجاعة. وهنا، أتساءل أين أصبح لبنان الذي كان يتميّز بالحضارة والإنفتاح والحوار والتعايش والتقدّم. نحن نعيش أصعب مرحلة في تاريخ لبنان، إلى حدّ أنه لم يعرف هذه المظاهر المهينة حتى في مرحلة الحرب الأهلية التي عصفت به لعشرات السنين.
لقد أثبتت انتخابات لبنان 2022، أن هناك فرصة حقيقية لإنقاذ لبنان والنهوض به، بفضل المساعي المشكورة للمملكة العربية السعودية الداعمة للوحدة العربية الدائمة وللدولة اللبنانية، لكنها أيضاً صرّحت وصارحت لبنان أنها لا تستطيع أن تحقّق هذا الدعم دون تحقيق الإصلاح اللازم، بعيداً عن عمليات الهدر والفساد والسرقة.
اليوم تعود المملكة العربية السعودية بزخم ودعم دولي لمساندة لبنان بقيمة 36 مليون يورو، لدعم المواطن اللبناني الذي لم يعد يتحمّل كلفة الدخول إلى المستشفى والعلاج، ولا حتى الحدّ الأدنى من مقوّمات العيش بكرامة.
وفي الختام، لقد بدأ لبنان يشهد بداية نهاية وزوال رموز الوصايتين السورية والإيرانية في لبنان، من خلال هذا الإستحقاق الإنتخابي الأخير، والمفصلي، في تاريخه، حيث أن تسويات عدة يجري العمل عليها في هذه المرحلة، ولا بد لهذه القوة التغييرية أن تستغلّ هذا نتائج الإنتخابات الأخيرة والعلاقات العربية والدولية لما يخدم المصلحة اللبنانية والوطنية العليا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد