لا جديد يُذكَر في المشهد السياسي اللبناني، وحده التوتر الحدودي يرخي بثقله على مختلف الإستحقاقات التي باتت معلّقة إلى حين نضوج التسوية وانتهاء الحرب في غزة أولاً.
في هذه الأثناء، واصل وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه جولته في المنطقة، وحطّ في القاهرة في زيارة لم تكن محددة مسبقاً، وعلى جدول أعماله الطرح الفرنسي للتهدئة في المنطقة ومن ضمنها لبنان.
سيجورنيه كان أودع أفكاره في بيروت، وأشارت المعلومات إلى أن الورقة الفرنسية وما تضمنته من أفكار قد وصلت إلى المعنيين وتحديداً حزب الله الذي سُجّلت له تصريحات عالية السقف في اليومين الماضيين.
وفي هذا السياق، نقلت مصادر سياسية مطلعة عبر “الأنباء” الالكترونية أن “الحزب” غير معني بأي ورقة لا تتضمن موافقة إسرائيل على وقف كامل وشامل لإطلاق النار في غزة ووقف اعتداءاتها بشكل نهائي على جنوب لبنان، وإلا ستبقى المواجهات مستمرة بين الحزب واسرائيل إلى حين قبول الأخيرة بوقف إطلاق النار ووقف عملياتها العدوانية في غزة وفي جنوب لبنان.
وفي السياق، أشار النائب بلال الحشيمي في حديث إلى جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن وزير الخارجية الفرنسي أبلغ المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم أنه في حال توقفت الحرب من الطبيعي أن تعقبها مفاوضات لترتيب الوضع في المنطقة فاذا لم تتمكن القوى السياسية من انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة قوية، مضيفاً “لبنان لن يدعى الى طاولة المفاوضات وبما أن ايران هي التي تمسك بخيوط اللعبة فهي حتماً ستحل محله”، متوقعاً في نهاية المطاف أن تمارس اللجنة الخماسية ضغوطاً في هذا الاتجاه لانتخاب الرئيس انطلاقاً من الأجوبة التي سلّمت الى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان حول مواصفات الرئيس والجهات المعطلة من خلال اللجوء إلى الخيار الثالث لأنه من الصعب الخروج من هذه الأزمة إلا باعتماد هذا الخيار.
وقال الحشيمي: “من الواضح أن اسرائيل تعتمد سياسة الأرض المحروقة والأسلوب الممنهج بتدمير كل المنازل السكنية في القرى الحدودية. حتى انها تقوم منذ مدة بإحراق الأراضي الزراعية وأرزاق الناس على مرأى ومسمع من كل العالم”. وأعرب عن أسفه للموقف المتفرّج من حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، مستغرباً عدم وجود ضغوط دولية لردع اسرائيل عن إجرامها الوحشي وكأنه لا يستطيع أحد الوقوف بوجهها والدليل إقالة وزير خارجية إيرلندا من الحكومة الايرلندية بسبب تنديده بالممارسات الاجرامية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينين في غزة والضفة الغربية.
وتوقف حشيمي عند عمليات القمع التي يتعرّض لها طلاب الجامعات في أميركا وأوروبا، سائلاً “أين الإنسانية التي يتغنى بها المجتمع الأميركي والغربي وكيف تتم معاملة المواطنين مع الدول العربية؟ يبدو أن المعايير الإنسانية توقف فقط عند حدود فلسطين وسوريا والعراق. أما ما يُرتكب من مجازر فلا يحرّك الضمير العالمي”.
على صعيد آخر، يحضر ملف النازحين السوريين اليوم بقوة على طاولة البحث، حيث ستُعقد قمة ثلاثية في السراي الحكومي تجمع الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وتكتسب هذه الزيارة أهمية قصوى على خط معالجة أزمة النزوح السوري، وعشية مؤتمر بروكسل في أواخر شهر أيار الجاري.
الإستحقاقات اللبنانية في غاية الاهمية إلا أن المؤسف وضعها كلها في ثلاجة الانتظار إلى حين نضوج التسوية الاقليمية وانتهاء الحرب، وإلى ذلك الحين ستبقى المراوحة سيدة الموقف على خط معظم المحطات المفصلية.
المصدر: الانباء الالكترونية