اكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده انّ “ستة أشهر مرت على كارثة 4 آب والحقيقة لم تنجل بعد. إنفجار هز العالم ولم يحرك ضمائر المسؤولين، وما زال ذوو الضحايا المفجوعون بفقدان أحبائهم ينتظرون معرفة الحقيقة، وما زالت بيروت مدينة يسكنها الموت، أحياؤها مدمرة، وشوارعها قد هجرها أهلها والحياة. إلى متى التقاعس واللامبالاة؟ ستة أشهر مرت وما زلنا بلا حكومة توصل الليل بالنهار عملا وكدا من أجل إنقاذ ما تبقى من لبنان. والمسؤولون يقاومون كل الدعوات العقلانية في الداخل وفي الخارج من أجل تخطي المصالح وتشكيل حكومة قادرة على القيام بخطوات إصلاحية حقيقية تنتشل البلد من مصيبته. أين الضمير؟ أين الرحمة؟ سلمكم الرب وزنة واحدة هي قيادة هذا البلد. ماذا فعلتم بها؟ لقد طمرتموها وخنقتموها. كيف ستواجهون ربكم يوم الدينونة، وقد لا يكون بعيدا لأن الجائحة تحالفت معكم على زرع الموت”.
وتابع خلال عظته: “الرئيس، أي رئيس، والمسؤول، أي مسؤول هو للوطن لا لجزء منه. على الرئيس أن يكون أكبر من الرئاسة، يغنيها بأخلاقه وحكمته وثقافته ونزاهته وأمانته، ولا يستغلها من أجل مصلحته الخاصة أو مصلحة طائفته أو عشيرته أو حزبه أو عائلته. كذلك المسؤول، أي مسؤول، هو خادم للوطن يبذل قصارى جهده من أجل القيام بواجبه بنزاهة وأمانة وتضحية، متخطيا مصالحه وعلاقاته وارتباطاته، لا يستغل مركزه من أجل جني الأرباح أو تحقيق المكاسب أو التشفي والإنتقام. أين نحن من هذا؟ أليس حري بنا التحسر على أيام مضت عرف لبنان خلالها رجالات ضحوا بأموالهم وحياتهم من أجل لبنان؟ أما نحن، فبعد إغتيال العاصمة ها نحن نشهد سلسلة اغتيالات كان آخرها منذ يومين. لم إسكات الناس؟ لم كم الأفواه؟ وهل إخماد الأصوات الحرة يطفئ جذوة الحرية ويخنق صرخات الناس؟ ليس بالقتل وإسكات المفكرين وقادة الرأي تتم الغلبة. الغدر دليل ضعف. واجهوا الآخر بالفكر، قارعوا الحجة بالحجة. إن حرية الرأي حق كفله الدستور، والحوار أفضل طريق للاقناع. قدرنا في هذا البلد الإلتقاء والحوار، وقبول الآخر بداية الطريق. لبنان الكرامة والحرية والتنوع يرفض كم الأفواه وكبت الحرية، ويصعب تكبيله بسلاسل الجهل والتقوقع والانعزال. لبنان المدافع عن حقوق الإنسان، هل يجوز أن يخسر فيه مواطنوه حقوقهم؟ وهل يرتضي لبنان الذي ساهم في وضع شرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن تنتهك حقوق الإنسان فيه، وحريته وكرامته وحياته؟”