لا شيء يوحي بأن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين آت إلى بيروت في هذه المرحلة، نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وعلى هذه الخلفية فإنه بات يخشى أمنياً من حصول أمر ما، لذلك قد يأتي إلى لبنان ويزور الرئيس نبيه بري أو يلتقي بمسؤولين لبنانيين في الخارج، أو يأتي إذا ثمة وقف إطلاق نار وافق عليه الكيان الإسرائيلي، فالأمور تدور في حلقة مفرغة وخصوصاً أن هذه “العجقة” الدبلوماسية لن تؤدِّ إلى أي نتيجة في ظل الأوضاع الرهنة، فهناك موفد قطري سيصل قريباً إلى بيروت أي “أبو فهد” الذي يعرف الملف اللبناني حق المعرفة، وينقل لقاءات المسؤولين القطريين برئيس الشاباك الإسرائيلي وبرئيس المخابرات الأمريكية “CIA” ، إلى كل ما يجري من أجل الملف اللبناني ووضع غزة.
وثمة أجواء تشي بأن هناك مواققة قطرية ودولية على فصل مسار لبنان عن غزة ، بما في ذلك حزب الله، والرئيس نبيه بري أبلغ الجهات الغربية بذلك، وكذلك رئيس حكومة تصريب الأعمال نجيب ميقاتي خلال زيارته إلى بريطانيا.
وعلم بأن لقاءات الرئيس ميقاتي في بريطانيا وتحديداً مع رئيس الحكومة البريطانية ووزير الخارجية، إنما كانت للتشديد على تطبيق القرار 1701 نظراً لعلاقة بريطانيا المتينة مع الكيان الإسرائيلي ودورها الاستخباراتي العالمي وأيضاً مع الولايات المتحدة الأميركية، ما يعني أن للندن دور مؤثر، لكن السؤال هل سيوافق رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أو يسمع من هؤلاء المسؤولين الدوليين في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا والدوحة والقاهرة وسواهم ؟
الأجواء تؤكد بأن نتنياهو سيستمر في حربه، لاسيما أن التصعيد بدأ يتفاعل ويخرق كل المناطق و الأوتوسترادات دون أن يكون هناك أي منطقة آمنة، وبالتالي الأجواء خطيرة جداً بعدما بات من المتعارف عليه أن العدو الإسرائيلي مستمر في حربه على لبنان إلى أن يحقق أهدافه وهو يستغل الوقت الضائع للانتخابات الرئاسية الأميركية وزيارات الموفدين الدوليين، لذلك الحرب طويلة وهناك أزمة كبيرة في ملف النازحين بعد نزوح حارة صيدا ، ويسعى العدو لإفراغ كل الجنوب بما في ذلك حارة صيدا وربما مناطق أخرى من قاطنيها، من أجل إحداث فرز ديموغرافي وجغرافي و فتنة في لبنان من خلال هذا العدد الكبير من النازحين، لذا الأمور صعبة ومعقدة كثيراً، والملفات متشعبة من ملف الميدان إلى موضوع النازحين والانقسام السياسي في لبنان، وإن كان هناك احتضان للنازحين، ما يعني أن هذه الحرب غير المسبوقة ستشهد تطورات كبيرة، لكن ثمة ترقب لجولة ميقاتي في بريطانيا، ونتائج مؤتمر باريس وتعهد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بأنه سيواصل اتصالاته مع الولايات المتحدة الأميركية ومع المسؤولين الإسرائيليين، فيما هناك تواصل سعودي إيراني، وكل هذه الجهود حتى الساعة لم تثمر، والتعويل على زيارة الموفد الأميركي إلى موفدين آخرين للرئيس جو بايدن، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه.