بات واضحاً أنه لا يمكن للموفد الأميركي آموس هوكشتاين أن يأتي إلى بيروت في مثل هذه الظروف والأجواء، بعد فشل زيارته إلى الأراضي المحتلة، وحتى في المرة السابقة لم يَعُدْ إلى لبنان، بل توجه من تل أبيب مباشرة إلى لندن، ومنها إلى واشنطن، أي ثمة إحراجاً لأي لقاء مع مسؤول لبناني، بعدما أتهم بأنه وسيط إسرائيلي.
ولهذه الغاية، يُنقل عن أوساط غربية وأميركية ، أن زيارة هوكشتاين إلى الأراضي المحتلة كانت فاشلة، وعليه ليس هناك ما يحمله من جديد قبل الانتخابات الأميركية، والأمور ستبقى تدور في إطار إحتواء الوضع وعدم تصعيده والوصول إلى الحرب الشاملة .
وعلى هذه الخلفية، فإن هوكشتاين يتواصل مع المسؤولين في المنطقة حول هذا العنوان فقط، أي تجنب الحرب، لكن خرجت الأمور عن سيطرتها فهناك الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبالتالي الجمهوريين والديمقراطيين يتسابقون لدعم العدو ، وليس بوسع الموفد الأميركي أن يفعل شيئاً، الأمر الذي بات في حوزة أصدقائه في لبنان، الذين يدركون أنه ليس قادراً على لجم التصعيد الإسرائيلي، بدليل أنه بعد لقائه المطول مع نتنياهو ولقاءات أخرى، كان تفجير أجهزة البيجر، وعلى هذه الخلفية، فماذا سيفعل اليوم إذا قامت إسرائيل بأي اجتياح؟
وسط تقارير غربية تشير إلى أن الأمور ستبقى على هذه الوتيرة، على اعتبار خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الأخير رسم خطوط، أي الحرب مستمرة طالما لم يتوقف إطلاق النار في غزة، بمعنى العودة إلى المساندة والمشاغلة، أما رد حزب الله على عملية التفجير لأجهزة التواصل، فستكون كما كانت الضربة الماضية، فيما إيران صامتة، وبالتالي أيضاً ردها سيكون في حال حصوله على غرار المرة الماضية .
وبناء عليه، الوضع سيبقى بين مدّ وجزر إلى حين الوصول إلى التسوية الشاملة، وهذا سيطول إلى ما بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، وبالتالي يمكن وصف الحرب الحالية من خلال مرجع سياسي، بأنها طويلة الأمد وحرب استنزاف لا أكثر وأقل، ولن تنفع معها أي مفاوضات أو مساع في مثل هذه الأجواء.
أنطوان غطاس صعب – صحافي