- Advertisement -

- Advertisement -

رئيس “النصف زائد واحد” … مشروع حرب أهلية

أنطوان غطاس صعب

يبدو ان الشعب اللبناني يشعر بوطنيته وتدب فيه النخوة عندما يستشعر ان بلده بخطر، كما كانت الحال في ايام حكم السلطنة العثمانية والانتداب الفرنسي والوصاية السورية على لبنان. اما في الايام العادية، عندما يكون هذا الشعب يستعد لخوض استحقاقاته السياسية والدستورية الروتينية، فانه كمن يبحث عن أزمة داخلية كونه تعوّد على المشكلات والازمات.

اليوم يواجه لبنان فراغاً رئاسياً يأتي في خضمّ أوضاع إقتصادية مزرية، والمطلوب كما في كلّ إنتخابات رئاسية تنازل من هنا وهناك، وهنالك حتى يتم التفاهم الوطني المنشود حول الرئيس العتيد، وقسمه، وبرنامجه، وصولاً إلى التسوية الشاملة التي سوف تظلّل العهد المقبل.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

وكما كان إنتخاب رئيس للجمهورية مشروع حرب أهلية عام ٢٠٠٧، عندما كانت الأكثرية النيابية والشعبية مع قوى ١٤ آذار، كذلك الأمر في الوقت الرّاهن، لأن الديموقراطية اللّبنانية هي توافقية طوائفية تعدّدية تشاركيّة، دون غلبة فريق أو مشروع على آخر.

المفارقة اليوم اننا من دون احتلال او وصاية او ما شابههما،وربما لاول مرة نبحث ملف وطني داخلي مصيري بهذا الحجم “الاستراتيجي” من دون تدخل خارجي لهذه الدولة او تلك بسبب إنشغال الإقليم والدول بالتسويات والتفاهمات، ولكن الأكيد أن لهذه الدول مصالحها على الساحة اللّبنانية، ومطلوب منّا كلبنانيين أن نبحث عن التوافق الداخلي، لنتجنّب فرض تسوية علينا ربّما نقيض مصالح الشعب اللّبناني.

وهذه نقطة تسجل لنا وليس علينا في هذا الظرف الدقيق الذي نمر به، حيث نرى المصالحات العربية من حولنا فيما نحن أحوج ما يكون إلى تحييد لبنان عن اتون صراعات المنطقة.

اما الغوغائية والفوقية والتمترس خلف الخطابات الفئوية، فانها تبقينا فيما ما نحن فيه وربما ننزل الى قعر القعر.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد