يوسف فارس
المركزية – تؤكد معطيات الارض السياسية ان الملف الرئاسي عاد ليتحرك ويخرج شيئا فشيئا من دائرة الجمود المحشور فيها منذ اشهر تعدت السبعة. ويلاحظ في السياق وجود دينامية داخلية وخارجية كأنها تستند الى ان الافق الذي اوصل الاستحقاق الرئاسي الى الاستعصاء كان مقفلا. وبالتالي بدأ البحث جديا داخليا وخارجيا عن مخارج محتملة للخروج من عنق الزجاجة الرئاسية. ومن الواضح ان هناك حركة يشهدها ملف الاستحقاق على اكثر من مستوى لعل ابرزها داخليا توافق المعارضة والتيار الوطني الحر على اسم مرشح وخارجيا الحركة الناشطة لمجموعة الدول الخمس المعنية باتمام الاستحقاق الرئاسي (اميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر )، اذ تفيد المعلومات عن لقاء قريب لها الى الاجتماعات غير المعلنة وحركة لسفرائها اثر تعثر المبادرة الفرنسية لتكون الانتخابات الرئاسية في لبنان نتيجة مساع عربية وليصار بعد قمة الرياض الى التفرغ لملء الشغور ولتكون الانتخابات الرئاسية نتيجة مباشرة لهذه القمة.
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ”المركزية” : اعتقد ان الملف الرئاسي بدأ يخرج من مرحلة التحدي الى الوسطية ما يعني لا لفرنجية المرفوض من القوى المسيحية كما لا لازعور المستبعد من الثنائي الشيعي على خلفية موقعه في البنك الدولي والافق الاميركي. علما ان اسم ازعور كان تحول الى ما يشبه الطابة المتقاذفة داخل التيار الوطني الحر الذي لم يتفق على اسمه في اجتماعه الاخير كما لدى القوات اللبنانية التي ترميه الى التيار، وكذلك لدى بكركي التي يقول سيدها البطريرك الراعي للطرفين “اتفقا ومنشوف”. الرئيس العتيد للجمهورية يستدعي اتفاق المحورين المسيحي والشيعي. اضافة الى ان البطريرك الراعي لن يدخل في لعبة الاسماء لا على المستوى المحلي ولا الخارجي، لذا فان البحث بينه وبين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اقتصر على لب المشكلة وسبل خروج لبنان منها والمساعدة في ذلك، علما ان مشكلة الفرنسيين الرئاسية ليست مع القوى اللبنانية على تنوعها، كما انها ليست مع الدول الاخرى العربية والغربية انما هي تحديدا مع شخص جيلبير الشاغوري غير القادرين على زعله اذا ما تخلوا عن تبني فرنجية. اما بالنسبة الى المملكة العربية السعودية فهي دخلت في اتفاق مع ايران لتفكيك بؤر الصدام الاقليمي في اليمن والعراق وسوريا ولبنان فكان كلامهم الرمادي في ما خص الاستحقاق الرئاسي لا مع ولا ضد انتخبوا وبعدها منشوف. موقف تجب قراءته اكثر من سماعه”.