- Advertisement -

- Advertisement -

يوم تنام الدولة اللبنانية في ثبات عميق

بقلم : العميد الركن المتقاعد زخيا الخوري

 

تقوم الدولة على تحديد الأرض وترسيم حدودها ، وعلى تكوين المجتمع وتنظيم نموه ، وبوجود نظام ( حكم) مسؤول عن كافة قطاعات ألمجتمع، والسهر على برمجتها لتتطور وتنتج وتتقدّم وتحرّك عقارب ساعة الدولة باتجاه الوصول الى دولة خالية من كل الشوائب المادية والاجتماعية والاقتصادية ، ولكن عندما نتفاجأ باللامبالاة ، ودولة لبنان النائمة بثبات عميق ، عندها تتحلّل الدولة لتتحوّل الى مستنقع من المشاكل الهدّامة ، ومنها : السرقات ، الفتن الداخلية ، مشكلة اللاجئين والنازحين ، ألفقر ، النمو السكاني ، وآخرها وأهمها مشكلة تعاطي المخدرات .

فتعاطي المخدرات تعتبر هي المشكلة الاولى عالمياً ، وكمّ بالحريّ في لبنان بعدم وجود أجهزة الدولة الرقابية ، وعدم وجود فرص عمل ، زيادة كبيرة في نسبة البطالة والفقر ، الأمر الذي يؤثر سلبا على الحالة النفسية لعنصر الشباب ، فينصرف هؤلاء الى تعاطي المخدرات هرباً من هموم ومشاكل واقع مزر ومؤلم ، وقد تكون هناك أسباب أخرى اجتماعية للوصول الى تعاطي المخدرات ، منها ضغط الزواج ، قضايا الأسرة ، التعرض لضغوط نفسية أو صدمة كبيرة ، الاكتئاب ، التعرض للايذاء الجنسي ، وغيرها …

Ralph Zgheib – Insurance Ad

من الملاحظ في لبنان ، وبعد دراسة احصائية على 521 شاب وشابة ، تراوحت أعمارهم بين 18 و35 سنة ، ومن مختلف المناطق اللبنانية ، أن المتعلّمين هم الأكثر استخداماً للمواد المخدّرة ، وأن المفاجأة كمنت في تصدّر النساء لنسبة التعاطي بحوالي 53 بالمئة ، مقابل 47 بالمئة للرجال ، وأنه خلال السنوات الثلاث الماضية تدنّت الأعمار التي تطالها آفة الإدمان  وأصبحت ما بين 12 و13 سنة  ، وذلك بسبب المشاكل العائلية ، ومحاولة الشباب الاستقلال عن الاهل مع سنّ المراهقة ، البطالة ، وعدم الرغبة في العلم .

بعد هذه المشهدية في سرد معضلة ومشكلة تعاطي المخدرات ، يترأى لنا استنتاج بأنه للحروب عدة أوجه ، ليس فقط عسكرياً  وانما أيضاً حروب اجتماعية تؤدي الى تفكّك المجتمع اللبناني من خلال الحصار الدولي له ، وافقار وتجويع أبنائه بزيادة عدد سكانه من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطنيين، وضرب قطاعاته المالية والمصرفية والاقتصادية للوصول الى ضربه اجتماعياً بتفشي تعاطي المخدرات داخل جسمه الشبابي  أينما وجد ، لنصل الى ضرب وعدم قيام المجتمع ويكون قد خسر الحرب الاجتماعية وانهار البلد .

بالتالي يجب معالجة آفة تعاطي المخدرات بشكل فوري ، وجازم وجدي ، عبر عدة مجالات :

أولاً ، استنفار كافة قطاعات الدولة الاجتماعية لوضع برامج وخطط ، والاهتمام بالمناطق الأكثر فقراً ، وخلق فرص عمل لكافة الأعمار .

ثانياً ، اقناع المجتمع الدولي أن تفشي مفاعيل الحروب الاجتماعية قد ترتدّ على كافة المجتمعات وتفسدها .

ثالثاً ، وضع قوانين صارمة للحدّ من تفشي تعاطي المخدرات ، وتكثيف برامج التوعية .

رابعاً ، الاجماع على تلزيم المؤسسة العسكرية ملاحقة وتوقيف التجّار والمروّجين للمخدرات .

خامساً ، ايقاظ الدولة كي تحافظ على الأرض والشعب قبل أن تفقد الاثنين معاً .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد