تدور خلافات سياسية قد تكون هي الأصعب في هذه المرحلة والتي تتزامن مع وباء كورونا المستشري والذي يضرب الكرة الأرضية قاطبة، إلا أن ذلك لم يحل دون تصعيد سياسي غير مسبوق شهدته الساحة السياسية في الأونة الأخيرة والذي بدأ يرتفع شيئاً فشيئاً حيث يوحي بإصطفافات سياسية جديدة في ظروف بالغة الدقة وقد بدأت الأجواء تتظهر مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من الخارج وصولاً إلى التواصل القائم بين كليمنصو ومعراب وثمة أجواء توحي بأن الاتصالات جارية على قدم وساق تتجه نحو تنسيق بين المكونات السياسية والحزبية التي كانت تنضوي في فريق 14 آذار، وذلك بغية التوصل إلى توحيد الجهود من أجل المعارضة الموحدة وتحديداً للعهد والحكومة في مرحلة تصفية الحسابات السياسية.
كذلك ثمة معلومات من مرجعيات عديدة تشير إلى أن الاستحقاق الرئاسي بات في الواجهة وهناك لقاءات تجري بعيداً عن الأضواء من أجل تصويب المواقف نحو هذا الاستحقاق دون إغفال حركة رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية حيث موقفهما لا يبتعد كثيراً عن بيت الوسط والمختارة في إطار المواجهة مع التيار الوطني الحر ومن الطبيعي العهد وذلك على خلفية هذا الاستحقاق إلى ملفات وقضايا كثيرة تشكل إطاراً خلافياً مع الحكومة وهذا ما يظهر بوضوح من خلال تنسيق بري وفرنجية.
وفي هذا الإطار تشير المعلومات إلى أن الأيام المقبلة ستشهد صخباً سياسياً لافتاً في سياق الإنقسامات القائمة بين المكونات السياسية المحلية، كذلك ثمة أجواء عن تحضيرات هي الأبرز تجري بشكل يومي وعلى مدار الساعة من قبل الناشطين والثوار وكل الأجواء تؤكد بأن الثورة راجعة إلى الشارع وبزخم أكبر وهذا ما بدأت معالمه تظهر في أكثر من منطقة، وعلى خلفية جنون الأسعار وارتفاع الدولار والأوضاع المعيشية والاجتماعية والمالية المزرية وبناء عليه.
وبناء عليه فإن هناك مرحلة جديدة سيشهدها البلد من خلال الإنقسام السياسي بين الأطراف والتيارات والأحزاب السياسية ومن ثم التوصل إلى جبهة معارضة كذلك عودة الثوار إلى الحراك ومن خلال آليات جديدة ما يعني أن البلد مقبل على ظروف إستثنائية مفصلية والجميع ينتظر الخلاص من التعبئة العامة وانتهاء فيروس كورونا حتى أن الأجواء الراهنة تؤكد بأن الثوار لم يعودوا ينتظروا من تدهور إقتصادي واجتماعي ومعيشي يهدد لقمة عيشهم فعلى هذه الخلفية بدأت التحركات تتوالى تباعاً وستشهد في المرحلة المقبلة زخماً قد يكون استثنائياً على كافة المستويات.
وأخيرا فإن الساحة اللبنانية باتت في وضع لا يحسد عليه أمام هذا الكم الهائل من الأزمات حيث لا دعم دولي من الدول المانحة في ظل إنهيار الإقتصاد العالمي كذلك أمام ترقب عودة المعارضة لمواجهة السلطة بينما حركة الثوار ستكون الأعنف ما يعني أننا أمام واقع جديد ومرحلة ستشهد كباشاً سياسياً وتصفية حسابات بينما يبقى العامل الإقتصادي والاجتماعي منطلقاً رئيسياً وأساسياً لإندلاع الثورة والتحركات الشعبية التي ستعم كل المناطق.