ليبانون فايلز-
إنشغل الوسط السياسي بما وُصف إنفراجا في العلاقة بين لبنان ودول الخليح وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية، بعد فترة قطيعة ديبلوماسية بين بيروت وبعض العواصم العربية، أعقبت تصاريح وزير الإعلام السابق جورج قرداحي عن حرب اليمن.
تقول مصادر سياسية لـ”ليبانون فايلز” إنّ الرياض هي من بادرت هذه المرّة بخطوة تُجاه لبنان، فكان القرار السعودي ذاتيا ومن دون دفع من أيّ جانب أو طرف خارجي. وتُرجمت الخطوة السعودية باتصال مسؤولين سعوديين بالفرنسيين طالبين إليهم العمل على سيناريو يُهيّئ الأجواء من أجل الإعلان عن عودة إهتمامهم بلبنان.
وتضيف المصادر أنّ المخرج جاء بالبيان الصادر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي جدّد فيه “التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، والتزام لبنان بكافة قرارات جامعة الدول العربية والشرعية الدولية، مُشدّدا على ضرورة وقف كلّ الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التي تمسّ بسيادة دول مجلس التعاون الخليجي”.
بنظر أوساط مُتابعة فإنّ السعودية تريد العودة الى الساحة اللبنانية لأنّها أيقنت أنّ الإنتخابات النيابية المُقبلة ستقود حتما الى تمدّد نفوذ ح ز ب الله وسيطرته على مفاصل الحكم في لبنان بشكل تصعب معه العودة الى الوراء. وتشير الأوساط الى أنّ الرياض اليوم أمام خيارين:
أوّلا- تبنّي فريق سياسي معيّن ودعمه في الإنتخابات النيابية. وهو أمر صعب في الفترة القصيرة الفاصلة عن الإنتخابات المُقرّرة في 15 أيّار، خصوصا في ظلّ الإنسحاب المتتالي لغالبية الزعامات السُنيّة من المشهد الإنتخابي، إثر خطوة الرئيس سعد الحريري في 24 كانون الثاني الماضي.
الثاني- هو خيار تأجيل الانتخابات لفترة معينة قد تمتد من بضعة أشهر إلى سنة كاملة، شرط أن يكون هذا الخيار من ضمن اطار اتفاق دولي واسع يغطّي خطوة التمديد لمجلس النواب الحالي. على أن تضمن أي تسوية مقبلة مسألة الإنتخابات النيابية ومن بعدها الإنتخابات الرئاسية. وهكذا إتفاق، إذا ما حصل، بحسب الأوساط المُتابعة إياها، سيُخوّل السعودية استعادة دور اكبر على الساحة اللبنانية لا سيما في الموضوع الانتخابي، من حيث أولوية إعادة ترتيب البيت السني.
ووسط سيل التحليلات وضرب المواعيد لعودة سفراء السعودية، الكويت والإمارات الى بيروت قبيل شهر رمضان، ثمّة من يهمس في الكواليس أنّ الرياض رصدت مبلغا كبيرا للإنتخابات النيابية في لبنان، أتمّت في أيار المقبل أو تأجّلت لفترة محدودة.