- Advertisement -

- Advertisement -

الاحزاب تقارب الاستحقاق النيابي بذات العقلية السابقة

داود رمال – وكالة أخبار اليوم

مع اقفال باب الترشيح منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء اي بعد ساعات معدودة، تدخل البلاد مرحلة اكثر حماوة على صعيد المواقف والحراك السياسي، كون الانتخابات تتوزع على ستة مراحل وهي: الترشيح، تشكيل اللوائح، العودة عن الترشيح، يوم الاقتراع، فرز النتائج واعلان الفائزين.
عمليا، دخلت الانتخابات النيابية مرحلة العد العكسي السريع، فان اللافت هو غياب الحماسة الشعبية التي كانت ترافق الانتخابات السابقة، ويبدو ان ام المعارك الانتخابية هي في الدوائر ذات الغالبية المسيحية، حيث يحتدم التنافس بين الاحزاب والشخصيات السياسية وقوى المجتمع المدني، حيث من المرجح حسب كل الدراسات واستطلاعات الرأي ان ارقام المبالغ التي ستصرف ستفوق كل التوقعات بما لم تشهده اي انتخابات قبلا، فهي حسب خبير انتخابي “معركة مال وشراء اصوات عززها ان الانتخابات النيابية تجري عشية الدخول في الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي فان السعي لدى القوى الاساسية على الساحة المسيحية هو لتثبيت تفوقها وفرض نفسها الاقوى نيابيا لتسييل ذلك في معركة الرئاسة”.
بينما ستشهد الدوائر ذات الغالبية الاسلامية ولا سيما السنية برودة كبيرة وعدم اقبال على الاقتراع مع عزوف القيادات الرئيسية السنية عن الترشح لا سيما الرئيسان سعد الحريري ونجيب ميقاتي الذي اعلن امس العزوف عن الترشح وليس عن المشاركة في الانتخابات كقاعدة شعبية او دعم مرشحين من الشباب، ويرى الخبير انه “ايا كانت محاولات الرئيس فؤاد السنيورة لاستنهاض الكتلة السنية الناخبة وهي الاكبر لبنانيا، فانه لن يستطيع الى ذلك سبيلا، والسبب يعود الى سلسلة الخيبات والنكسات التي تعرض لها المكون السني وحرمانه من قيادته المتمثلة بالرئيس سعد الحريري الذي علّق عمل تياره السياسي وامتنع عن المشاركة في الانتخابات لاسباب كثيرة صارت معروفة لدى الجميع، وهذه من الاسباب الرئيسية التي دفعت بالرئيس ميقاتي الى ان يتخذ قرار العزوف كونه شديد الحرص على عدم خدش مشاعر المكون السني الغاضب من مسار الامور التي منعت الزعيم الاكثر تمثيلا (الحريري) من خوض الانتخابات والاستمرار في الدور السياسي الوطني”.
اما شيعيا، فعبثا حاول الحريصون من النخب والقوى الشعبية اقناع الثنائي حزب الله وحركة امل بوقف عملية القبض المحكمة على كل المقاعد النيابية، وافساح المجال امام قوى وشخصيات لن تكون خياراتها الاستراتيجية لا سيما في قضية الصراع مع العدو الاسرائيلي بعيدة عن خيارات الحزب تحديدا، وبما يشكل متنفسا تفاعليا ايجابيا يولّد افكارا وطروحات تسهم في عملية الانقاذ والبناء، فتم ابقاء القديم على قدمه، وحتى التغيير الشكلي في بعض الاسماء جاء حسب وصف الخبير “من ذات الصحن بحيث تم استبدال مرشحين خف دسمه بعدما استهلكوا ماليا بمرشحين كاملي الدسم لديهم قدرات مالية معتبرة، الا ان الاستطلاعات تؤشر الى امر من اثنين: اما ازدياد اعداد المقاطعين داخل المكون الشيعي او كثرة الاوراق البيضاء في الصناديق، وفي كلا الاحتمالين رسالة يجب ان يقرأها الثنائي لجهة تراجع المشروعية الشعبية”.

درزيا، يبقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هو سيد اللعبة الانتخابية، على الرغم من الصعوبات المتزايدة نتيجة عوامل مختلفة ابرزها انكفاء تيار المستقبل عن المشاركة، ويقول الخبير “ان دخول رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب كشريك مضارب في التنافس الانتخابي مستندا الى خدمات كثيرة ومستمرة قدمها ويقدمها والى الارقام التي حققها في انتخابات 2018، بالاضافة الى امكانية حيازته عدد اضافي من الاصوات الشيعية في دائرة الشوف، جعل الزعيم الاشتراكي يحسب عملية صوغ تشكيلة اللائحة بعناية شخصية واضعا كل خبراته وقدراته كون المعركة ستكون في الشوف على المقعد الذي يشغله النائب المستقيل مروان حمادة، وفي هذا الامر يبقى الارنب الذي سيخرجه الرئيس بري وهو الحليف الاستراتيجي لجنبلاط اذ بامكان بري تجيير اصوات شيعية معتبرة لصالح لائحة جنبلاط”.
يبقى المكون العلوي، والذي يتمثل بنائبين في طرابلس وعكار، وهذا المكون يتلاعب بترشيحاته وبطريقة غوغائية السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي، اذ يكشف الخبير “ان السفير السوري فتح اشبه بمزاد في السفارة وهو يحاول استنساخ تجربة غازي كنعان ورستم غزالة ولكن على حجم مصغر، فهو بعد منع مساعي عودة اللحمة الى الحزب القومي التي قادها ح ز ب الله، وبعدما تولى افشل اخراج لازمة حزب البعث، يحاول الايحاء بأن القرار على المستوى النيابي للمكون العلوي بيده الامر الذي يجعل هذا المكون مستتبع ومستولد في اطار مكونات اخرى نتيجة عدم تحريره من العقدة السورية التي يترجمها السفير السوري بطريقة تدميرية”.
وبينما يتقدم الهم المعيشي عند المواطنين مع فقدان الكثير من العائلات القدرة على الحد الادنى من الحياة الكريمة. فان كل الشعارات السياسية التي تطلق في الحملات الانتخابية هي كطواحين الهواء، فالقضية الاجتماعية صارت القضية المركزية لمجموع الشعب اللبناني.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد