- Advertisement -

- Advertisement -

نواب جبيل لم يهابوا “الكورونا” : فتح البيوت ولو “بعد بكّير”

الجريدة – عيسى بو عيسى

يعلق وزير سابق ومخضرم على كثرة الترشيحات في دائرة كسروان-جبيل وهي مسيحية بإمتياز متسائلا : هل يستطيع هؤلاء أن ينقلوا المواطن من ضفة الانهيار الى البحبوحة ، وهل ترشيحاتهم تعيد له أموال المودعين الى عائلاتهم أم تجلب الصحة له ولاولاده .. دون دواء ولا مستشفيات ؟ كيف يمكنه مقاربة “شبق” هذه الكرسي مع ما يوازيها من ثقل تغييري حقيقي وواقعي في بلد متحرك طوال نشأته ؟ وهل هذا ممكن ،ويقول من ينظر الى كثافة الاستطلاعات التي تجري في كسروان وجبيل يأخذه الظن الى أن البلد سوف ينقلب رأسا على عقب لحظة إعلان النتائج ، ويضيف : إن الذي تتعدد لديه الاستطلاعات لديه حكما نتيجتان : إما طامح أو خائف ، ذلك أن :” العقل” الانتخابي للمواطن اللبناني متغير الى لحظة إسقاط ورقته في صندوق الاقتراع !! في معركة مفصلية سترسم تاريخ لبنان المعاصر إذا أحسن أصحاب “المكاييل” إستعمال ميزان الجوهرجي ، ذلك أن كسروان وجبيل بالفعل يقعان تحت وطأة الحرمان ذلك أن الشكل مقبول فيهما فيما المضمون على شفير العدم ، لا مستشفيات حكومية ، فقدان البنية التحتية في المنطقتين ، غياب المبادرات الانمائية الكبيرة ، التعاونيات الزراعية لا وجود لها ، وطبعا لا كهرباء ولا طرقات وغياب محطات تصريف المياه المبتذلة، الوحيد المتواجد في كسروان “مجموعة” من الموارنة يتقاتلون فيما بينهم على عزّ مفقود !!

وعلى قاعدة “يأتيك بالاخبار من لم تزوّد ” ها هو النائب الحالي روجيه عازار وفي غفلة وغفوة منه قد لاقى مصيره بالرغم من حرصه على الحسابات اليومية وتعداد الاصوات ، وأصوات الجماهير “الغفورة” التي تنادي بعودته رغما عنه !   أو أقله معرفة مستقبله النيابي والسياسي ، وتنادى المناصرون الى قلعته في عرمون الكسروانية دون أية دعوة! كي يعود الى السباق الانتخابي الذي لم يستطع مجاراة ندى البستاني الوجه الإنثوي الضاحك بإستمرار في الامتار الاولى من السباق حيث تبين أن للبستاني  مقعدا نيابيا مصان سلفا من خلال كلام أخصامها  وتمتلك عقلا وازنا وتكتيكيا تركت من خلالهما عازار يتعثر بأيديه ويقع عند كل منعطف، ويرتكب الهفوة بعد الاخرى حتى وقع في المحظور وفتح “االتيارون” أعينهم ليستفيقوا على وحدانية عمل عازار وشمولية تركيبة البستاني   ،ليتم طرح السؤال التالي : ما الذي تحويه “خزنات” النائب عازار الخاوية طوال الاربع سنوات السابقة من جهود وملاحقة قضايا الناس والتشريع والمتابعة ، وهل كان مدافعا شرسا على سبيل المثال عن العهد والتيار الذي ينتمي اليه ؟ أسئلة مشروعة لسقوط عازار  الذي حارب رئيسه جبران باسيل الكثير من أجله ، وعازار نفسه لم يقصّر في تذويب “العطاءات” وصولا الى الحد المنظور خصوصا في الفتوح .

Ralph Zgheib – Insurance Ad

وثمة من يعتقد في كسروان ومن بينهم مرشحين حاليين أن قناعات الناس لم تتغير بعد !! الجواب من مصادر متابعة في هذه الدائرة أن “التقليد” السياسي ويمكن أن يكون على حق هو من يفكر بهذا المنحى وفق خلفيات وطموحات متعددة وهي تنقسم الى قسمين :
1- لا شك ان المأساة التي يعيشها اللبنانيون ومعهم أهالي كسروان وجبيل أضفت الجو المناسب نحو حسن الاختيار وهذا أمر وضوحه وضوح النهار بعد تجارب لم تكن ناجحة في المجلس النيابي ، ولهذا إستقال النائب نعمة افرام واتجه نحو تأسيس مشروع إنقاذي رابطا إياه بمصير وكرامة الانسان وهذا أمر جديد يمكن تلمسه في كسروان على وجه الخصوص ، ليتلاقى من جبيل  مع شخصيات بينها الدكتور نوفل نوفل الذي “ينقر” الباب بكل هدؤ ووفق إستطلاع أخير جرى في المنطقة حاز على رقم يليق بمن تحدى كورونا ووزع ما كان مفقودا من دواء على المحتاجين من حسابه الخاص .. هذا الرجل زرع ويأمل أن يجد زرعه في الارض الطيبة .
وتقول المصادر ان هذا الامر لا يعني أن باقي النواب غير مقدامين أو وقفوا في أماكنهم جامدين، فالنائب فريد هيكل الخازن فتح أبواب بيته في عز الازمات حتى أصيب بالكورونا مع عائلته لكنه صبر على وجعه وإستطاع أن يخدم شعبه وناسه ، ونواب القوات اللبناينة وإن كانوا على خلاف مع “الملائكة” ولا يششبهونها ، إلا أنهم عن وجه حق بداية بشوقي الدكاش وزياد الحواط، احدهما باع إحدى شركاته نظرا لكون مادياته على “قد الحال” ، والاّخر في جبيل لم يهدأ فهو كالمكوك فتح مع بيته منزلا اّخر لوالده حليم الحواط بالرغم من تحذيرات المقرين منه  على خلفية الكورونا أو نصيحة “بعد بكير”  ،   وفي طبيعة الحال أن حال البلد الذي أطاحت به المصائب والامراض لم تشكل فرصة  ولا مقياسا لخدمة الناس،  ولا يمكن لنائب أن يحلّ مكان الدولة وعمل كل واحد منهم القدر الذي يستطيعه ، فالحاجات ضخمة ومتنوعة من العوز الى الصحة والمساعدات يضاف اليها جائحة كورونا .

2- في كسروان وجبيل حسب المصادر نفسها أصاب المنطقتين الذعر والخوف من الاّتي وصار للنائب وضعية خاصة لم تكن لتتلازم مع الوضع السابق ، حيث كان للعملة الوطنية قيمتها ،وأشغال النواب أنفسهم شكلت معيارا لمدى صمود إمكانياتهم وتوظيفاتهم ومنهم من أقفل مصنعه وشركته و”إنضب” مع عائلته في مسكن بعيد عن الأعين، والمنازل المفتوحة لم تعد قائمة سوى بنصف “فتحة باب” تماشيا مع بعض الاعذار بشأن عدم الاختلاط مع الناس! وهذه الفئة بالذات إستفاقت على نهج مغاير في كيفية التعامل مع حاجات الناس وبدأت على الفور في تلبيتهم لكن دون جس النبض عن المرشح المفضل لديهم بفعل التأخر الزمني بالتواصل معهم .

3- بالرغم من سؤ التواصل مع النائب السابق منصور غانم البون لمعرفة إتجاهات رياحه الجنبلاطية  “رمى” الاخير كعادته من جيب “أبو فؤاد” الخاص ما يلفت أنظار القريبين والبعيدين موجزه يوحي بالحنين الى الماضي حين تم تسريب معلومات من قبله أن زميله المقبل في انتخابات كسروان لديه “عشق” الى العام 1992 وما بعده من إستحقاقات إنتخابية … ظريف “أبو فؤاد” ومحبوب حتى من خلاصة أخصامه وصديق للجميع ولديه من الشعبية ما يوازي بقية الاطراف  ، كالزئبق هو  من العسير أن “تكمشه” ، وغميق “التشبيهات” الى حد أن يجاهر الاّخر له أن الامر مفهوم وهو في حقيقة الامر لم يفهم شيئا  ،وحده فارس سعيد (النائب الدكتور) من إستطاع سبيلا في فك هذه الاحجية عن وعي وإدراك أن قلب البون “عندو وراسو غير مطرح”  … فكيف لمنصور البون العتيق _الداهية أن يعتمد إستطلاعا شعبيا ، ولذة الضحك لديه في الحديث عنها لا توازيها ضحكة ، أو يغض الطرف عن محدثيه فيها “وبتطلع” معو لازمته التالية : أيه أيه لكان … “التأهيل ضروري يا عمي” مش هيك ؟ ويميل الى القول : لا يمكنني تغيير إتجاه الريح لكن بإستطاعتي ضبط أشرعتي للوصول الى وجهتي !! هذا جزء من فلسفة البون الخاصة ، وقبل كل ذلك لمنصور البون شريك حديدي وقوي في جبيل ؟

ومن خلال هذا الجو “الاستطلاعي” إذا جاز التعبير تنصرف جمعية “فارس فتوحي الاجتماعية” الى العمل بصمت من خلال خطين : الاول تعزيز صمود أهالي كسروان- الفتوح  أنمائيا وإجتماعيا بواسطة زيارات مكثفة للبلدات والاديرة والمستوصفات وتزويدها بكل ما يلزم من أدوية ومستلزمات طبية حتى في عز أزمة “كورونا ” ، والمبادرة الاهم في هذا الاطار البدء بتسيير باصات خاصة من الساحل الى الجرود خصوصا خلال الشتاء القادم لعدم قدرة الناس المادية على التنقل في ظل إرتفاع أسعار المحروقات … فكان هذا البديل الناجح في الاوقات الصعبة .
-الامر الثاني لدى فتوحي هو هذا التناغم القائم مع الهيئات المدنية والمجتمعية خصوصا عنصر الشباب في محاولة جدية للإستفادة من الخبرات والطاقات سبيلا للولوج الى خدمة الشأن العام وتغيير نهج الإستتباع  بواسطة معرفة الاهداف السياسية الشفافة والعمل معا من أجل رفع نسبة التمثيل الشبابي في البرلمان .

وتتحدث هذه المصادر عن الأفضلية بين النواب وليس المرشحين الحاليين في خوض المعركة الانتخابية وسط جو من الارتياح والإطمئنان لدى البعض أن الحاصل الانتخابي مؤمن لديهم لتقول التالي : دون أدنى شك هناك نواب سوف يعودون الى الندوة البرلمانية وهذا الامر يشكل وضعا مستحقا  ، وتضيف أكثر من ذلك في هذا الاطار لتشير الى أنه لا دخل للإستطلاعات في هذه الوضعية بل أن هناك من يريد أن “يدوبل” حاصله الانتخابي الى أكثر من حاصل واحد ، وهذا من الطبيعي أن يعمل على إستطلاع الناخبين كي يدير معركته بشكل علمي ودقيق أما الذي يكتفي بالعمل على حاصل واحد فهو ليس مضطرا الى “فعل العجائب” من خلال سونداج من هنا أو هناك والتي تبقى جميعها في مطلق الاحوال إفتراضية الى حين صدور النتائج .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد