Betico Steel
بدا واضحاً أنه ما بعد التشييع لكل من الأمينين العامين لحزب الله السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، ليس كما قبله على المستويات السياسية وكيفية إدارة البلد، خصوصاً في الاستحقاقات المقبلة على ضوء إعادة دراسة القانون الانتخابي الحالي، حيث ثمة معلومات بأن هناك حديث عن صوتين تفضليين، وليس صوتاً واحداً وفق القانون الحالي، وهذا يرفضه المكون المسيحي، لكن ثمة اتصالات تجري على خط معراب والتيار الوطني الحر والكتائب، وحتى الساعة ليس ما يشي بأن الأمور ستتغير وتتبدل، بانتظار الأشهر القليلة المقبلة، وعليه هل حزب الله بعدما أراد تسجيل موقف بأنه لازال موجوداً، سينخرط في العمل السياسي ويُسلّم سلاحه، لا سيما أن مصادر معنية تؤكد أن السيناتور الأميركي داريل عيسى وخلال زيارته إلى لبنان على رأس وفد من الكونغريس الأميركي، قال لبعض من التقاهم في مجلس خاص، بأن القرار الأميركي الواضح لتجميد المساعدات الدولية والعربية إلى لبنان باستثناء الجيش اللبناني، هو بسبب سلاح حزب الله، أي لن تقبل واشنطن إلا بتسليم الحزب له وفق مندرجات القرارين 1701 و 1559 ،وعلى هذه الخلفية هل سيقبل حزب الله في ذلك ؟
من هنا أراد حزب الله ومن خلال الوفود الخارجية، أن يقول أنه ما زال يتلقى الدعم السياسي والعسكري والمالي، لكن الظروف تغيّرت ما سيؤثر على الوضع اللبناني الداخلي ويبقي حالة الانقسامات والخلافات مستمرة، وقد يكون هناك خلفيات كما يشدد بعض المراجع السياسية في مجلس،تكمن في تعطيل مسيرة العهد والحكومة جراء ما يحصل على هذا الصعيد، إلا أن الأمور ليست كما هي على الإطلاق، فرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قوي ويريد أن ينهض بالبلد، والأمر عينه للحكومة، وثمة دعم أميركي وفرنسي وأوروبي وخليجي، ما سيظهر جلياً عبر زيارة رئيس الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية، ومن ثم جولة قد تأخذه إلى واشنطن وباريس ودول أوروبية أخرى، وبمعنى أوضح، هذا الدعم سيقطع الطريق على كل المحاولات الجارية لضرب مسيرة العهد.
وأخيراً ، فموضوع سلاح حزب الله وما بعد التشييع، ستظهر معالمه خلال الأيام القليلة المقبلة، على ضوء المواقف السياسية التي ستظهر من قبل مسؤولي حزب الله، لاسيما أن معظمهم أكد بأن هناك تسليماً بقدرة الجيش اللبناني على إستلام الحدود، ويقدرون موقفه في حماية السلم الأهلي ومرحلة التشييع وما يجري في الجنوب، لذا الجميع في حالة ترقب وانتظار، إما أن ينهض البلد ويأتي الإصلاح أو ستكون الأمور صعبة ومعقدة وتبقى تدور في حلقة مفرغة .
أنطوان غطاس صعب