بدا جلياً أنه ثمة توافق سياسي على أن البيان الوزاري لن يتضمّن عبارة “جيش شعب مقاومة”، وكل ما كان يشكل منحاً خلافياً بين كل الأفرقاء السياسيين، انتفى وجوده بعد تشكيل الحكومة، أي لا ثلث معطل أو ضامن أو وزير ملك، فكل هذه المسائل تبدّلت وتغيّرت مع إنتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وبعد تشكيل حكومة القاضي نواف سلام، وصولاً إلى زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وكل ما يقوله هذا الموفد وذاك.
وكما يقول مواكبون للحراك الرّاهن عبر موقع “جبيل اليوم” فإن لبنان دخل وفق معلومات موثوقة مرحلة تحولات كبيرة ستظهر معالمها قريباً، إثر الجولة الرئاسية الخارجية التي سيقوم بها الرئيس عون، والتي ستنطلق من المملكة العربية السعودية، وثمة توجهات من دول مجلس التعاون الخليجي بأن تكون هناك ودائع في مصرف لبنان، من شأنها أن تنعش الاقتصاد وتساهم في نهوض البلد، ولكن ذلك مشروط بتطبيق الإصلاحات كما قال الرئيس سلام في حديثه التلفزيوني .
وعلى هذه الخلفية، تسمية الحكومة ب”الإنقاذ والإصلاح” فذلك جاء بمحلّه لأن هذه التوجهات ستكون من هذا المنطلق، على أن تواكب الحكومة الوضع الأمني والاستقرار، أضف إلى معلومات أنه بعد نيل الحكومة الثقة، سيكون هناك تواصل بين الوزراء المختصين في لبنان وسوريا، من أجل ترسيم الحدود وضبطها وضبط المعابر غير الشرعية وتوقف الاشتباكات التي حصلت ، إلى العنوان الأبرز ألا وهو القرار 1701 ، وتشير المعلومات إلى أن الموفدة الأميركية اورتاغوس ستعود إلى بيروت في وقت ليس ببعيد لتتابع مهمتها، بعد أن تكون الحكومة نالت الثقة، وعندها سيبدأ العمل الجدي في تطبيق الـ 1701 وتسليم حزب الله لسلاحه، إنما هناك تمرير لمرحلة تشيع أميني عامين الحزب السيّدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في 23 شباط الجاري، وقد تعود أورتاغوس قبلها بأيام أو بعدها .
ولهذه الغاية قد تكون بداية آذار منطلقاً لتطبيق كل القرارات الدولية، أكان بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها ، وانسحاب العدو الإسرائيلي من الجنوب ومن القرى والبلدات التي احتلها، بمعنى ليس هناك من أي مزاح بعد اليوم، والزمن الأوّل تحوّل وفق بعض المرجعيات السياسية التي تقول، أن لبنان دخل في هذه الحقبة بقرار أميركي فرنسي خليجي عربي، وثقة المجتمع الدولي بدأت عنواناً أساسياً لها بعد تشكيل الحكومة من اخصائيين ووفق المعايير المطلوبة، لذا هذه الثقة مستمرة إلى حين أن يكون هناك دولة واحدة وجيش واحد، أي بعد أن يسلم حزب الله سلاحه للدولة، مقابل أن ينسحب العدو ويوقف كل الخروقات والاعتداءات، لذلك هذه الأسابيع هي للبيان الوزاري والثقة وتشييع السيّدين، على أن تكون الخطط الوزارية جاهزة للتطبيق والتنفيذ مرحلياً و تدريجياً في المرحلة المقبلة.
أنطوان غطاس صعب