افترضت مصادر سياسية مواكبة لوساطة الموفد الأميركي آموس هوكستين أنّ “البحث في تفاصيل الاتفاق بين لبنان وإسرائيلسيحتاج إلى جولات مكوكية عدة”. وفي المبدأ، يوافق الإسرائيليون على نحو 90 في المئة من النقاط الواردة في نص المسودة التي يحملها الوسيط الأميركي، لأنّهم في الأساس ناقشوها مع هوكستين عند إعدادها. لكن الألغام التفاوضية الحقيقية تكمن في الـ10 في المئة المتبقية. وكما يقال إنّ “الشيطان يكمن في التفاصيل”، وخصوصاً في ما يتعلق برغبة إسرائيل في أن يكون لها هامش التدخّل العسكري في لبنان واستخدام القوة لإحباط أي محاولة من جانب حزب الله لإعادة بناء قواه القتالية. وهذا البند الذي عمل الإسرائيليون على إدراجه في ملحق لمسودة الاتفاق كان يحظى بموافقة واشنطن وتل أبيب فقط. لكن المفاوض اللبناني عمل على إبدال هذا البند بآخر أكثر توازناً وحفاظاً على السيادة، وهو ينص على أنّ للطرفين حقهما في الدفاع عن النفس، إذا تبين لأي منهما أنّ الطرف الآخر يقوم بخرق الاتفاق والقرار 1701، ولكن بعد إبلاغ هيئة المراقبة ومنحها الأولوية في المعالجة.
وفيما توقع بعض المصادر أن يحمل هوكستين إلى بيروت ردّ المجلس الوزاري السياسي والأمني الإسرائيلي المصغر الذي اجتمع مساء أمس، لاستكمال النقاش، فإنّه يغادر إلى واشنطن، وفق ما ذكر موقع “أكسيوس”. وهذا ما اعتبرته المصادر إشارة إلى عدم وجود اتفاق في المدى القريب. ولذلك، هي عبّرت عن خشيتها من رفع إسرائيل لمستوى العنف وإراقة دماء المدنيين في هذه الأثناء، بمجازر متنقلة من الجنوب إلى البقاع فبيروت، تطبيقاً لمقولة “التفاوض على صفيح ساخن”.
“الجمهورية”