يترقّب لبنان بشغف نتائج إنتخابات الرئاسة الأميركية وفوز الرئيس دونالد ترمب ليبني على الشيء مقتضاه، على صعيد التسوية التي يتم التداول بها لوقف الحرب وانتخاب رئيس الجمهورية، وإن كانت الأمور غير واضحة المعالم، إلا أنه ثمة تقارير ديبلوماسية غربية، تؤكد بأن هناك بحث عميق في دول القرار، لاسيما باريس وواشنطن ولندن، من أجل أن يكون هناك رئيس للجمهورية في وقت ليس ببعيد، على أن يسبقه وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وهذه المسألة من عناوين التسوية الأساسية، لذلك الأمور تتدحرج في ظل السباق بين الجهد الدبلوماسي والحرب الدائرة من قبل العدو الإسرائيلي، والتي لا زالت مستمرة ولن تتوقف وفق ما ينقل عبر أكثر من مسؤول داخلي وخارجي، إلا قبل أن يحقق العدو ما يزعم أنها أهدافه التي تصب في خانة التدمير الممنهج لعدم عودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم، وربط ذلك بعودة أهالي المستوطنات وتوفير الغطاء الأمني لهم والاستقرار .
لذلك هذه المعادلات لم تحسم بعد، وبمعنى أوضح، الأمور صعبة ومعقدة خصوصاً على صعيد انتخاب الرئيس، إذ لا مؤشر على أن الأمور ذاهبة لانتخابه قبل وقف العدوان الإسرائيلي، من هنا الانتخابات الرئاسية الأميركية هي الأساس، وعندها يمكن الحديث عن تسوية، وإلى حين ظهور معالم المرحلة الجديدة في البيت الأبيض، وتحديداً على صعيد سياسة الشرق الأوسط، ما يحتاج لوقت، فالأمور ستبقى على ما هي عليه، إلا في حال تمرير وقف إطلاق نار، وذلك قد يحصل إذا ثمة أي عودة مرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين، أو وزير الخارجية أنتوني بلينكن إذا كان هناك شيء كبير، ما يعني الوضع غير واضح المعالم قبل جلاء الصورة عند إستلام الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترمب في حين أن العدو يستغل الوقت الضائع ويواصل مسلسل اعتداءاته وعمليات الاستهداف لقيادات وكوادر في حزب الله وسواهم من المقاومة، ما يعني إذا لم يتوفر الغطاء الدولي لأي تسوية أو وقف إطلاق النار، فالخوف والقلق من أن تكون الحرب طويلة الأمد .
أنطوان غطاس صعب