ترك مؤتمر باريس لدعم لبنان تساؤلات كثيرة، ومنها هل بإمكان نتائجه على المستوى الذي إنعقد فيه، وبمشاركة لبنانية فعّالة، أن توقف القتال في لبنان، وتنهي الحرب القائمة على أرضه؟ أو أن ثمة دعماً للنازحين وسوى ذلك؟
تجيب مصادر سياسية متابعة لموقع “جبيل اليوم” أن غياب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإنشغاله في مؤتمرات أخرى، قد يكون أفقد المؤتمر رونقه، وبمعنى آخر صحيح أن هناك تشاور بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا حول الملف اللبناني، لكن يتبدى بوضوح أن ثمة تباينات كثيرة بينهما، فواشنطن تدعم العدو الإسرائيلي بشكل غير مسبوق، وبالتالي غياب وزير خارجية دولة عظمى عن هذا المؤتمر يحمل أكثر من رسالة ودلالة، إذ كان بإمكان الإدارة الأميركية المشاركة ومهما كان مستوى التمثيل، باعتبار واشنطن هي الأساس، والقرار لها، لكنها مستمرّة بدعم الكيان الإسرائيلي مالياً وعسكرياً وعلى أعلى المستويات، ومن الجمهوريين والديمقراطيين موقف واحد ألا وهو دعم هذا الكيان في حربه على غزة وحزب الله .
وتشير المصادر ذاتها إلى أنه لذلك مؤتمر باريس مهمّ جداً في توقيته ومضمونه، وثمة اهتمام شخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بلبنان، لكن إذا لم يكن هناك دفع من الولايات المتحدة الأميركية للضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف الحرب، فالأمور ستبقى تدور على ما هي عليه، ويظهر للجميع أنه يستفيد من الإنتخابات الرئاسية الأميركية، ليستغلّ هذا الوقت الضائع لتسجيل ما يريده ويفرض شروطه السياسية في أي مفاوضات، وخصوصاً حول القرار 1701 وما حمله الموفد آموس هوكشتاين إلى بيروت، يؤكد المؤكد بأنها شروط إسرائيلية وتعجيزية، وتحديداً مراقبة الأجواء اللبنانية من قبل الطيران الإسرائيلي.
وتضيف المصادر أن مؤتمر باريس قد يكون محوراً أساسياً في هذه المرحلة لمساعدة ودعم لبنان، إنما في الوقت عينه واشنطن هي الأساس لما لها من دور وحضور وقرار كبير، وهدفه إنساني أكثر مما هو سياسي، أي توفير الدعم ومستلزمات صمود النازحين على صعيد الطبابة وسواها.
أنطوان غطاس صعب