يبدو أن مفاوضات وقف إطلاق النار متعثرة وصعبة ومعقدة، لكن ثمة مؤشرات إلى أن الفرنسيين الذين يقومون بدور كبير، يسعون إلى هذا الخيار والمعطى، لكنهم يصطدمون بالجدار الأميركي الداعم للكيان الإسرائيلي، وبالتالي الولايات المتحدة الأميركية وإن كانت تسعى مع فرنسا وبريطانيا لوقف اطلاق النار، إلا أنها في الوقت عينه تدعم العدو بشكل لافت، لاستكمال ضربه للبنى التحتية لحزب الله والقضاء عليه، وهو يستغل الوقت الضائع والانتخابات الرئاسية الأميركية، لذلك فإن وقف إطلاق النار غير مطروح جدياً في هذه المرحلة قبل جلاء الصورة الدولية والأميركية والإقليمية، وكيفية رد العدو على إيران، وربما الرد المضاد، لطهران ، وكل ذلك يدخل في إطار ما يمكن أن يحصل للبنان، الذي يبقى الحلقة الأضعف في هذه المرحلة ويتلقف هذه التداعيات، لذلك الحرب على لبنان حساباتها غير واضحة الصورة، خصوصاً أن هناك من يشير إلى أن الأسبوع القادم سيكون على ذات الوتيرة من التصعيد العسكري، ما يعني ليس هناك خلال هذا الشهر وقف لاطلاق النار، إلا إذا كانت هناك تسوية بين واشنطن وباريس ولندن، وهذه حظوظ غير موجودة كما ينقل أكثر من مسؤول.
في حين أن ثمة أجواء بأن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لن يعود إلى المنطقة قبل تمظهر معالم صيغة الحلّ ،ولهذه الغاية فمن اتصل به من بعض الذين تربطهم به صداقة، يحسم بأنه باقٍ في الولايات المتحدة الأميركية ، ولن يأتي إلى لبنان، ما يعني ليس هناك من أي مفاوضات ومسائل جدية أو وقف اطلاق النار.
أما على خط الاستحقاق الرئاسي، فإنه لم يحقق أية أهداف، خصوصاً لقاء عين التينة، بدليل فكرة الرئيس التوافقي التي طرحها بري، باتت غير موجودة، لاسيما أن رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، أكد بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري ما زال يدعمه، لذا كل ما يتناول ويتعلق بالاستحقاق الرئاسي إنما هو تقطيع للوقت في هذه المرحلة، ولا رئيس للجمهورية راهناً، والمشاورات مستمرة وهناك معلومات بأن اللقاءات بين أركان الخماسية عادت لكنها خجولة ولم تأتي بأي نتيجة، وبمعنى أوضح بات مصير غزة ولبنان واحد، ولم يتمكن أحد من فصل هذا المسار الذي بات ورقة، وإن كان هناك شبه تراجع من حزب الله للقبول بوقف إطلاق النار، وربما فصل المسار، وبالتالي كل ذلك مرتبط بالرئيس نبيه بري بعدما وضعه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مرتبة الأخ الكبير، بمعنى أنه المسؤول عن حزب الله ومن يفاوض بإسمه.
أنطوان غطاس صعب