كتب أنطوان غطاس صعب
كشفت مصادر ديبلوماسية غربية لموقع “جبيل اليوم” أن إتصالات مُكثّفة تجري داخلياً وخارجياً ، لمحاولة ترتيب تسوية أميركية – فرنسية تلحظ ترتيبات حدوديّة سبق وأن تطرّق إليها رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي خلال لقاءاتهما الديبلوماسية ، بالإضافة إلى حلحلة في ملف رئاسة الجمهورية تفضي لإيصال رئيس توافقي إلى قصر بعبدا .
وتضيف المصادر أن الفرنسيين والقطريين يحاولون التوصّل إلى صيغة ما في ما خصّ وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي ، ولكنهم ينتظرون دوراً أكبر لواشنطن في لجم إندفاعة اليمين المتطرّف في تل أبيب الذي ينظر إلى مسيرته السياسية بالمزيد من الحروب وفتح الجبهات وإراقة الدماء ، أو أن الأمور قد تراوح عسكرياً إلى ما بعد إنتخابات أميركا في الخامس من تشرين الثاني المقبل ، وتسلّم الرئيس الجديد لمهامه إبتداءً من كانون الثاني ، بمعنى أوضح ان الأمور ذاهبة بإتجاه المزيد من الإستنزاف الذي يدفع ثمنه أبناء المنطقة ولبنان أيضاً الذي تكبّد خسائر بشرية ومادية كبيرة .
وتكشف أنه من ضمن الحلّ المُرتقب تأمين الأموال اللازمة لإعادة الإعمار في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والأماكن المنكوبة ، ولكن السؤال من سيدفع ؟ السعودي والقطري لن ينخرطان في هذه المهمة بعيداً عن إيعاز من واشنطن ، والفرنسي بطبيعة الحال يبحث عن دور مُعيّن في لبنان لم يُوفَّق فيه إبان إنفجار مرفأ بيروت ، في حين أن الإيراني مُنخرط في مفاوضاته مع أميركا حوّل ملفات النووي وأذرعه في الشرق الأوسط بالإضافة إلى موضوع الأسلحة البالستية.
وتُكمل المصادر في حديثها لموقعنا أن ما قاله الرئيس ميقاتي من عين التينة مُنسّق مع الرئيس بري ، وأن مواقف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ، وإن كانت على نقيض من الخطاب الرسمي ، إلا أنها جاءت لتدعمه في تحسين الشروط اللبنانية . وتبقى العبرة في تطبيق إعلان نيويورك المدعوم من دول عربية وغربية .
وتشير إلى أن محور التسوية سيكون الجيش اللبناني ، الذي تصرّ أطراف لبنانية وازنة على أن يكون له الدور الأكبر في عمليّة تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ وبعض مندرجاته ، على القاعدة اللبنانية التاريخيّة المُستمرّة أن الجيش هو الحلّ ، وبسط سيطرة الدولة اللبنانية في المنطقة الحدوديّة ، كرسالة حازمة من السلطة في لبنان أنها في صدد تقوية الدولة لتقوم بمهامها دون أي شريك لها في تطبيق القرار اللبناني .
وعلى هذه القاعدة ، تُرجّح المصادر أن تكون حظوظ قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون قد إرتفعت لإنتخابه رئيساً جامعاً ، في ظل حديث بعض السفراء الغربيين في بيروت أن فرص إنتخاب رئيس تحدٍّ قد إنتفت في الآونة الأخيرة ، بإستثناء حالة واحدة هي ذهاب المنطقة نحو خيارات تصادمية تستوجب غلبة محور على آخر ، ولذلك حديث في وقته ، دائماً كما تقول المصادر .