تركت عملية تفجير “البايجر” وأجهزة اللاسلكي في عدد من المناطق اللبنانية ، بالإضافة إلى إستهداف الضاحية يوم أمس ، تداعياتها على الداخل اللبناني ولاسيما الاستحقاق الرئاسي، في ظل هذا الحدث الأمني المؤلم وغير المسبوق في آن، مما سيكون له تداعيات كبيرة جداً على كل المسارات السياسية والاستحقاقية والميدانية، وخصوصاً أن ذلك يتزامن مع اجتماع اللجنة الخماسية، والعودة المتوقعة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان ، ما يعني هل هذا الدور الخماسي مستمرّ ؟ وكيف سيكون الوضع في لبنان ؟
تشير معلومات ديبلوماسية غربية موثوقة، نقلها أحد المراجع السياسية، بأن قرار مجلس وزراء العدو أو مجلس الحرب متخذ من أجل عملية عسكرية كبيرة على الحدود الشمالية مع لبنان، وبالتالي هذا التفجير الاستخباراتي المعلوماتي كان بمثابة الرسالة قبل هذه العملية، لضرب شبكة الاتصالات للحزب وأي وسيلة تواصل في صفوفه وبين قيادييه، وخلق حالة إرباك، لذلك هذه الأحداث وبعد كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وكل ما جرى، فهناك استحالة لانتخاب رئيس للجمهورية وإن كان ذلك أمر ضروري، فيما شكلت عملية التضامن الوطني نقلة نوعية يمكن البناء عليها لانتخاب الرئيس، إلا أن التطورات الميدانية المتلاحقة سيكون لها وقعها، في ظل أجواء تدلّ على أن الأيام المقبلة صعبة وقاسية وخصوصاً على الجبهة الشمالية، ما يؤكد المؤكد بأن لبنان دخل في حرب استنزاف طويلة الأمد، وصولاً إلى أمور كثيرة ستؤثر على مجريات الاستحقاقات الداخلية والحركة الاقتصادية وسوى ذلك، فلبنان بات في نفق مظلم بانتظار التسوية الكبيرة التي سيطول أمدها إلى حين الانتخابات الرئاسية الأميركية ، وبالتالي تسلم الرئيس العتيد السلطة في الربيع المقبل ورسم سياسة شرق أوسطية جديدة، من خلال الإدارة الجديدة ووزير الخارجية الجديد، فكل هذه العناوين ستخلق تداعيتها على الداخل اللبناني رئاسياً.
أما بالنسبة لوقع التفجيرات التي حصلت، فذلك سيصب في هذه الخانة، أي أن الميدان سيشتعل أكثر وأكثر وسيرتفع منسوب التصعيد، فيما يتوقع البعض أنه ليس هناك حرباً شاملة، بقدر ما هي عملية قد يقوم بها العدو ، لكن في الوقت عينه قد تخرج الأمور عن مسارها، ما سيؤدي إلى حرب مفتوحة، وستكون الحدود الشمالية مسرحاً لهذه العمليات التصعيدية، وبالتالي كلام السيد حسن نصر الله كان واضحاً، والأمور تتجه إلى التصعيد ولبنان دخل في المجهول في هذه المرحلة الصعبة على كافة الصعد السياسية والدبلوماسية والميدانية.
أنطوان غطاس صعب