- Advertisement -

- Advertisement -

الدّكتور بيار الخوري : مزيد من الآلام وفوضى الدولار والأسعار

لم يعد التصريح حول وضع سعر صرف الليرة أمراً ذا اهمية استثنائية خاصة بعد ان تم تأكيد الاتجاه العام الصاعد بعد سيل جارف من التحذيرات من مغبة التعامل بخفة مع قوانين اقتصادية ونقدية بهذا الحجم ، وايهام الناس إن حاكم المصرف المركزي يملك عصا سحرية يحركها ساعة يشاء للانقاذ او عدمه.
بعد التدخل الكثيف للمصرف المركزي عبر منصة صيرفة طوال اكثر من سنة ووهب مال المودعين مقابل سحب ليرات تم ضخها دون ما يقابلها ما يوازي اثرها في النشاط الاقتصادي، بدا واضحا ان المصرف المركزي قد تحول إلى لاعب رقم اثنين في سوق الصرف وهو قد استهلك كل إمكانيات التدخل بتلك الاجراءات قصيرة الاجل وحَلّ حيتان المال مكان الدولة في السيطرة على سعر الصرف.
السوق يتعرض الان لأقصى انواع الهجوم المضارب وهو مفهوم له علاقة بضعف السلطة النقدية لمواجهة المضاربين.
قد نشهد انخفاضا عارضا بسعر الصرف لكنه يبقى عارضا تتحكم به حيتان المال التي لا تستمر في الربح الا عبر الاستفادة المزدوجة من كل من الارتفاع والانخفاض.
المشكلة تتلخص اليوم بكون السيطرة على سعر الصرف لم تعد ممكنة دون معالجة شاملة للهيكل الاقتصادي وهو امر غير متاح الان وليس على جدول الاعمال.
علينا انتظار المزيد من الالام وفوضى الدولار والأسعار حتى تحين ساعة ما للحل لا تبدو قريبة.


د. بيار الخوري
الخبير الاقتصادي.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد