- Advertisement -

- Advertisement -

شامل روكز: الناس لن تقبل بخسارتي وسأربح… و”شو رمزيّة ندى البستاني”؟

المركزية

من بين الكثير من علامات الاستفهام التي ترتبط بنتائج دائرة كسروان-جبيل ومصير لوائحها السبع، تبرز معضلة “مقعد” شامل روكز.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

بعد ولاية نيابيّة وُسِمت بخروجه من تكتّل لبنان القوي، وتمترسه خلف خطّ قوى 17 تشرين، وتوسّع بقعة القطيعة مع رئيس التكتّل النائب جبران باسيل، يخوض روكز معركة صعبة جدّاً يقدّر خبراء انتخابيون أنّه سيخرج منها خاسراً.

لكنّ روكز يجزم لـ “أساس”: “لننتظر ونرَ نتيجة المعركة. لن أخسر لأنّ الناس لن تقبل بخسارتي. على الرغم من كلّ الأساليب غير الأخلاقية التي تُشنّ ضدّي، من مال ونفوذ وسلطة وتحريض، أنا أخوض المعركة مجدّداً متسلّحاً بقناعاتي ورمزية معركتي بوصفي ابن المؤسّسة العسكرية”.

يضيف روكز: “المقعد له رمزيّته وسأحافظ عليها. كسروان منطقة الجيش والمؤسسة العسكرية ومسقط رأس فؤاد شهاب، وقلّة تستطيع ملء هذا المركز. وأنا أتساءل: هل تمثّل ندى البستاني رمزية المؤسسة العسكرية ورمزية شخص مثل شامل روكز؟”.

وحين يُسأل ما هي رمزية ندى البستاني يجيب: “وزيرة طاقة قامت بإنجازات مهمّة جدّاً، من ضمنها توفير ساعتَيْ كهرباء للّبنانيّين من أصل 24 ساعة”.

لم يكن تفصيلاً عابراً أن تنقضي ساعاتُ ليل ما بعد 6 أيار 2018 ومصير شامل روكز لا يزال مجهولاً، في تنافسٍ على الصوت الواحد مع زميله العوني في اللائحة روجيه عازار والنائب السابق منصور البون.

بلغ فارق الأصوات التفضيلية في الدورة الماضية بين “وريث” مقعد ميشال عون والفائز الأول على لائحة التيار في كسروان نعمة إفرام 3,417 صوتاً، وبينه وبين “زميله” عازار الذي حلّ آخراً في ترتيب اللائحة 507 أصوات، وبين روكز والبون الخاسر الأول على اللائحة 711 صوتاً. أمّا روكز فنال 7,300 صوت تفضيلي من أصل مجموع 54,544 صوتاً نالتها لائحة لبنان القوي، فيما نال الرابح الأول نعمة إفرام 10,717 صوتاً تفضيلياً.

يومذاك اعتبر روكز، المرشّح على لائحة التيار الوطني الحر، نفسه رابحاً بعدما تكاتف الجميع ضدّه وعلى رأسهم مناصرو جبران باسيل، وبعدما أُلحِق بـ”لائحة العهد” مرشّحون فُرضوا فرضاً عليه، كما قال يومئذٍ، كنعمة إفرام وروجيه عازار اللذين سحبا مئات الأصوات من دربه ونزلا بـ”ثقلهما الماليّ” إلى المعركة.

بعد إقفال صناديق الاقتراع وإعلان فوزه برقم متواضع في الأصوات التفضيلية جرؤ روكز على القول: “حاربوني بوقاحة، وخسّروني ستّة آلاف صوت داخل اللائحة وخارجها”. وأوّل المتّهمين التيار الوطني الحر ربطاً بحسابات جبران باسيل.

لا تختلف مقاربة الأمس كثيراً عنها اليوم: كثير من المال يُوزّع في كسروان، وحرب من أهل البيت، وتجييش وتحريض، وخدمات من مازوت وبنزين وموادّ غذائية ودعوات غداء وعشاء لشدّ الأصوات… كلّها عوامل تلعب مجدّداً ضدّ روكز بعد انتقاله من مركب التيار الوطني الحر إلى مركب فريد هيكل الخازن الذي سبق أن اتّهمه روكز في الانتخابات الماضية بأنّه من الفريق الانتخابي الذي “اشترى” أصوات الناخبين.

تحديداً في هذه النقطة يوجد مَن يُعاير روكز بتحالفه الانتخابي الهجين. إذ حارَ ودارَ “الجنرال” وتحالف مع فريد هيكل الخازن الذي حاربه في انتخابات 2018 بوصفه “ضيفاً” من بلدة شاتين البترونية غير مرغوب به في كسروان. ومن النقاط السلبيّة أنّ جزءاً ممّن صوّت لروكز سابقاً كان على خصومة كبيرة مع الخازن، وبأنّ الأخير يجاهر بخصومته لميشال عون.

يرى هذا الفريق أنّ روكز يراهن على بلوك من الأصوات خسرها فعليّاً في الأربع سنوات الماضية، منها مَن يمثّل الحالة العونية ومنها من هو خارجها. وقد خسر أيضاً مفاتيح أساسيّة منحته الفوز عام 2018. والأهمّ عدم خوض رئيس الجمهورية معركته كما فعل سابقاً، وعدم نيله في 15 أيار المقبل أيّ صوت من بلوك التيار الوطني الحر.

خيار المستقلّين

يقول روكز: “المبدأ العامّ لتحالفي كان العمل مع “جماعة المستقلّين”، وغير المرتبطين بأحد. وفريد هيكل الخازن يعمل تحت سقف بكركي. أمّا أنا فمعروفة خلفيّتي العسكرية، وقد أكون أكثر شخصية مستقلّة، وأتواصل مع جميع الناس من دون عوائق”.

ماذا عن الحرب التي تُشنّ عليه؟

بدأت الحرب عليّ منذ خضتُ العمل في الشأن العام. وحتى ربّما قبل أن أخلع البزّة العسكرية. وفي الانتخابات الماضية كان الأمر فاضحاً، وحوربت أيضاً خلال ممارستي لعملي البرلماني. ثمّ أتت خطوتي بمغادرة تكتّل لبنان القوي. وإذا كان البعض قد لامني في السابق على هذا الأمر، فاليوم تأكّدوا من صحّة خياري. لقد وجدتُ نفسي في مكان لا يشبهني. وكلّ ما حصل في الفترة الماضية أعطاني حقّي”.

يضيف: “لن أتأثّر بمشروع محاربتي. و”مش فرقانة معي”. الناس تقرّر، وهي إلى جانبي. ومعروف تاريخي ومنطلقاتي”، مشيراً في الوقت نفسه إلى “سوء قانون الانتخاب وفظاعته، إذ فُصّل على قياس “كم شخص” ومرجعية فقط، ولخدمة رؤساء اللوائح فحسب، من دون اعتبار للرأي العام وتوجّهاته. وأنا أستلهم من أحد الأمثال الشعبية “العنزة متل ما بتعمل بالعفص. العفص بيعمل بجنابها”، لأقول: “رح تتطلع بجلدهم”.

عمليّاً، يبدو المشهد سورياليّاً في كسروان. يخوض التيار الوطني الحر معركة شرسة ضدّ شامل روكز وريث مقعد ميشال عون، وهو ما قد يؤدّي إلى انتقال المقعد إلى أيّ من اللوائح الأساسية المنافسة.

في كسروان ثلاثة مقاعد من أصل خمسة خارجة من حلبة التنافس: مقعد التيار الوطني الحر (ندى البستاني)، مقعد القوات (شوقي الدكاش)، ومقعد نعمة إفرام. لذلك ستتنافس لوائح التيار والقوات وإفرام ولائحة الخازن-روكز على مقعدين من أصل خمسة.

يردّ روكز على واقع محاربة التيار لنائب يشغل مقعد ميشال عون في الدائرة: “هناك كثير من الأمور يغيب عنها المنطق وأنا أحارب اللامنطق. محاربتي “بلّشت أنا ولابس البدلة، والبدلة رح تبقى حرقة بقلب يلّي عم يوقفوا ضدّي”، والأيام ستثبت ذلك، لأنّ انتصاري هو انتصار للبزّة العسكرية ورمزيّتها”.

لكن كيف يردّ على عدم رفع رئيس الجمهورية في هذه المعركة شعار “أنا شامل وشامل أنا”؟

“لقد اتّخذتُ قراري بأنّني لن أزور مقامات كبكركي ورئاسة الجمهورية لعدم استغلال هذه المواقع في معركتي الانتخابية، بل أحتكم فقط إلى الناس.. ورئاسة الجمهورية يجب أن تبقى منزّهة عن وضعها في خانة أيّ جهة سياسية”.

في الواقع استبدل التيار روجيه عازار وشامل روكز ونعمة إفرام وزياد بارود ومنصور البون بمرشّحين من دون حيثيّة تُذكر بعد تفتيشٍ مضنٍ عن ركّاب يتقبّلون الخسارة سلفاً، وهم وسيم سلامة وربيع زغيب وطوني الكريدي وعماد عازار، فيما المعركة الأساسية هي مقعد ندى البستاني.

في جبيل ستكون معركة داخل البيت الواحد، بين سيمون أبي رميا والدكتور وليد الخوري. وسيخوض مستشار باسيل طارق صادق ضدّ النائب سيمون أبي رميا معركة علنيّة أقحم فيها رئيس الجمهورية ميشال عون حين كتب قبل أيام على صفحته على تويتر: “العماد عون طلب ونحنا منلبّي. لعيون العماد عون دكتور وليد”، ناشراً صورة تجمع ندى البستاني ووليد خوري مع النائب باسيل.

لكنّ مناصري أبي رميا يجزمون أنّ “نائب جبيل يتمتّع بحيثيّة كبيرة داخل التيار وخارجه تحصِّنه من كلّ أنواع المعارك الوهمية”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد