- Advertisement -

- Advertisement -

يا ساسة لبنان إتّعظوا / بقلم : العميد الركن المتقاعد زخيا الخوري

كلّما إقتربنا من الانتخابات النيابية في هذا الوطن الصغير ، يظهر أكثر فأكثر الإنقسام بين الأحزاب والطوائف ، وكلّ على حدة يظهر مساوىء الآخر لشدّ عصب مناصريه بواسطة وسائل اعلامية فضائية ، ويتموضع كل حزب في كنف دولة اقليمية تحميه وتستغلّه ، ويتقاتلون فيما بينهم على مصالح لبنان العليا من ترسيم حدود بحرية مع العدو الإسرائيلي ، الى ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت ، الى النتائج الجديدة للمحكمة الدولية المعروفة الأهداف ، الى التّدقيق الجنائي ، الى الكابيتال كونترول ، وفِي السياسة من جهة الهيمنة الإيرانية ، ومن جهة أخرى الهيمنة الأميركية .
يا ساسة لبنان راقبوا ، تشبّهوا ، إتّعظوا من قادة الدول مشغّليكم كيف يهتمون بمصالح دولهم :
حالياً إستغنى الرئيس التركي عن خلافته للمسلمين ، وعن حماية المسجد الأقصى ، وأبعد حركة حماس ، وتناسى هجوم الجيش الإسرائيلي على سفينة مرمرة التركية قبالة سواحل غزة 2010 ، وأخرج جاسوسين تمّ القبض عليهما في اسطنبول في تشرين الثاني الماضي ، كل هذه التنازلات لأنّ مصلحة تركيا إرضاء إسرائيل للإنضمام الى محادثات مشروع الغاز كي تكون جسر لغاز فلسطين الى أوروبا .
وبالعكس مصالح العدو الاسرائيلي في التقرّب من تركيا ، للعمل على وقف نشاطات حركة حماس وإبعادها عن أنقرة . كما ابعدت الأخوان المسلمين في اسطنبول للتّقارب مع القاهرة .
لروسيا مصالح في عرقلة المفاوضات النووية في فيينا بسبب الموافقة على الطلب الروسي الخطّي بفصل العقوبات عليها ، عن البقاء على العلاقة الروسية الايرانية بعد الإتفاق .
ولروسيا مصالح مع اسرائيل في سوريا رغم الاصطفاف الاسرائيلي مع أميركا والناتو في حربها على اوكرانيا .وإرتياح اسرائيل الى عرقلة الإتفاق النووي .
هذه عيّنة من دول الجوار ، وفي النهاية شاهدوا يا ساسة لبنان كيف تبحث الدول عن مصالحها رغم الخلافات بينها ، تخلّوا جميعاً عن الخارج ، وإبحثوا على مصلحة لبنان .
توحّدوا وإتّعظوا وواجهوا الحصار على لبنان لتفتيته وإخضاعه لإنتزاع منه ما يريح العدوّ الإسرائيلي ومصالحه قبل فوات الأوان

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد