- Advertisement -

- Advertisement -

أم المعارك في دائرة عرين الموارنة في كسروان

نقلا عن موقع المركزية

وفق نوايا السياسيين الإنتخابات قائمة حكما. لكن  الكلام في انتخابات 2018 لا ينطبق حكما على معركة 2022 وما كان يصح على خارطة تحالفات الإنتخابات الأخيرة “قبعته” تحولات جذرية بدءا من ثورة تشرين 2019 وصولا إلى جريمة تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020. وما بينهما مزاج شعب قد يكون الحكم والآمر الناهي في صناديق الإقتراع. 

وبين قضاء وقضاء، ثمة معارك بدأ التحضير لها ومنها كسروان عاصمة الموارنة في ضوء شدّ العصب القواتي على خلفية أحداث الطيونة والتصدي لمشروع هيمنة حزب الله على كل مفاصل الدولة والقضاء أحدها. وفي المقابل يبرز أفول أرضية التيار الوطني الحر على خلفية الأحداث الأمنية الأخيرة معطوفة على الأداء السياسي لأهل العهد القوي المخيّب للآمال مما أعاد عملية خلط الأوراق في هذه الدائرة التي قد تشهد إحدى أكثر المعارك احتداما بين التيار والقوات اللبنانية التي نجحت بحصد مؤيّدين جدد الى صفوفها، لكن تبقى الرمال الانتخابية في هذه الدائرة متحركة حتى اللحظة الأخيرة. 

Ralph Zgheib – Insurance Ad

ربما من المبكر جدا الكلام منذ اللحظة عن خارطة ولو أولية للتحالفات في كسروان المتكئة على كتف الصرح البطريركي لكن ما لم يعد خافيا أن شعار التغيير والإصلاح سيبدأ من عرين التيار الذي رفع هذا الشعار لا سيما بعد ابتعاد النائبين نعمة افرام وشامل روكز عن كتلته النيابية. ويرجح مصدر في إحدى الماكينات الإنتخابية أن التيار سيعاني في دائرة كسروان جبيل وتحديدا في كسروان، بعد انسحاب النائب شامل روكز ونعمة افرام من الكتلة النيابية، والمرشح منصور البون. ويرجح المصدر أن روكز سيخوض الانتخابات منفرداً بالتحالف مع مستقلين ومع المجتمع المدني،  أما افرام  فبات في طور وضع اللمسات الأخيرة على اللائحة مع الكتائب اللبنانية، التي سترشح الوزير السابق سليم الصايغ . أما البون فسيذهب إلى خيار بعيد وثمة كلام عن دخوله معركة الإنتخابات النيابية على لائحة  حركة “سوا للبنان” التي يرأسها رجل الأعمال بهاء الحريري. 

وبعيدا من الترجيحات التي لا تزال سيدة الموقف في معركة الإنتخابات المقبلة يؤكد النائب شامل روكز لـ”المركزية” أن “كل التحالفات لا تزال قيد الدرس ولا شيء محسوما”. وفي حين تعمل جبهة المعارضة اللبنانية على وضع اللمسات الأخيرة على اللائحة تستمر القوى الأخرى في التفاوض وإجراء الحسابات لكيفية المواجهة. وهذا ما يؤشر بحسب روكز “إلى أن المزاج الشعبي سيكون مؤثراً في تحالفات انتخابات 2022 ومن هنا يجب أن تحاكي المزاج الشعبي حتى لا يدخل في دوامة التضليل”. 

وفي الحديث عن مزاج الشارع يؤكد روكز “أن هواه موجه نحو القوى التغييرية والمستقلين الذين يحملون برنامجا وخطابا مغايرا للشعارات والخطابات الطنانة التي أوصلت البلاد والعباد إلى ما نحن عليه اليوم. من هنا ستكون أصوات المقترعين لصالح مرشحين يعبرون بالقول والفعل عن معاناتهم ويؤدون مهامهم كممثلين حقيقيين عنهم في مجلس النواب”.

وعلى رغم إجماع القيادات على التكتم عن أسماء مرشحيها إلا أن ثمة أسماء باتت شبه محسومة ومنها الوزيرة السابقة ندى البستاني التي سيرشحها التيار الوطني الحر والنائب روجيه عازار في كسروان، علما أن الأخير لم يحسم أمر ترشيحه بعد. فهل يكون التيار قد حسم أمره لجهة استبدال النائب روكز بالوزيرة البستاني بعدما رفع له شعار “أنا شامل وشامل أنا” في انتخابات 2018؟ “أنا لا أستبدل، ولو بدي كون من المستبدلين ما كنت استقلت من التيار وإذا إلن دين عليي أنا بسددو” يقولها النائب روكز جازما، ويضيف: “مما لا شك فيه أن هناك أسماء جديدة ستضعها الأحزاب على لوائحها وقد تكون من ذوي الخدمات أو من الأسماء التي تلعب دورا في عملية شد العصب. لكن الأسماء ليست مهمة بقدر الطرح والبرنامج الذي سيطرحه الحزب من خلال مرشحه”. 

مصادر مطلعة، لفتت إلى الدور الذي ستلعبه القوى التغييرية ودخول المجتمع المدني وحركات تغييرية منها حركة “سوا للبنان” التي “اخترقت” كسروان تحت شعار الإنماء المستدام، وافتتحت مكتبا لها في منطقة جونية كما أعلنت عن مرشحها الدكتور سليم الهاني الذي يرأس إدارة مستشفى “سان جون” LAU في جونيه. وتشير المصادر إلى أن البون بدأ يعد العدة لتشكيل لائحة مع بهاء الحريري، بعدما خذله التحالف مع التيار في العام 2018. لكن كل التحالفات تبقى رهن بوانتاج المرشح على الأرض وما يمكن أن يحمل للائحة من حواصل. 

قد تصح كل هذه المعايير في أقضية ومناطق إلا في كسروان. بحسب روكز ويقول: “صحيح أننا نعيش في أسوأ الظروف الإقتصادية لكن كسروان وجبيل دائرة صعبة وتاريخها يحاسب. من هنا على كل مرشح قرر أن يخوض معركة في عرين الموارنة أن يضع نصب عينيه أنه سيغرق في رمالها الصلبة إذا اقتصر تمثيله على الأقوال دون الأفعال”. وعلى رغم تعويله على دور المجتمع المدني والمستقلين في معركة الإنتخابات المقبلة إلا أنه يجزم بأن تاريخ الأحزاب والقوى التقليدية سيكون له الأثر الفاعل بس بدا تشتغل كتير لأن القوى التغييرية ستحظى بثقة الناس أكثر”. 

المشهد في كسروان تلفّه الضبابية في ضوء البطء في إبرام التحالفات الانتخابية لا سيما على مستوى حزب القوات اللبنانية الذي يعتزم إجراء بعض التعديلات في أسماء مرشحيه في هذه الدائرة والأمور بحسب أوساط قواتية لا تزال قيد الدرس فهل تكون أم المعارك في دائرة كسروان جبيل في انتخابات 2022 على قاعدة مزاج  الكسروانيين والجبيليين  فيخرج من قرر المكوث في منزله يوم الإنتخابات لتحقيق التغيير فعلا لا قولا وحسب؟. 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد