- Advertisement -

- Advertisement -

زكي في بيروت… حزم عربيّ تجاه السطوة “الفارسيّة”

المركزية –

لم يستطع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تحقيق أي خرق يُذكر في ملف أزمة العلاقة مع الخليج إذ إن “ح ز ب الله” لا يزال عند موقفه الرافض لإستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي من دون مقابل.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

ووسط هذه الأجواء الداخلية المُلبّدة تأتي زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي إلى بيروت اليوم، وهذه الزيارة أكثر من رسمية، إذ إن مشاوراته ستقتصر على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي من دون الأطراف السياسية.

وإذا كان التوتّر في العلاقة اللبنانية- الخليجية سرق الأضواء الاسبوع الماضي، إلا أن هناك عاملاً جديداً دخل إلى الساحة العربية المتأزّمة أصلاً ويتمثّل بمحاولة إغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وإتهام بعض الجهات العراقية والعربية الميليشيات الشيعية الموالية لإيران بالقيام بهذه العملية.

لا شكّ أن سياسة لبنان مرتبطة بالعراق عبر التاريخ، وما حصل في بغداد هو مؤشّر على إحتدام المواجهة بين المحور العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبين إيران وحلفائها في المنطقة، وهذا يفتح الباب أمام مزيد من التشدّد العربي تجاه تصرّفات إيران في المنطقة.

ووفق المعلومات بحسب “نداء الوطن” ، فان الموفد العربي الذي يزور لبنان اليوم سيشدّد على أهمية إعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية إلى سابق عهدها، لكنه لا يحمل مبادرة كاملة بل أفكاراً للحلّ تتمحور حول الجمع بين مطالب الرياض وبقية العواصم الخليجية وبين ما يستطيع لبنان تنفيذه.

وفي المقابل، لا يبدو وفد الجامعة العربية رافعاً سقف توقعاته إزاء نتائج زيارته اللبنانية، نتيجة عامل الخبرة والتجارب السابقة مع أركان السلطة، بحيث نقلت مصادر مواكبة لأجواء الزيارة العربية معلومات تفيد بأنّ الوفد الذي يرأسه الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، “لا يحمل أي مبادرة محددة إنما يحصر مهمته بإعادة توكيد البعد العربي للبنان في مواجهة المحاولات الحثيثة لسلخه عن جلدته العربية”، مشددةً على أنّ المسعى العربي سيتخذ شكل “النصيحة بضرورة لجم نهج “التدمير الذاتي” الذي أوقع البلد وأبناءه في حفرة سحيقة من البؤس والهلاك والتناحر، لتكون الرسالة بهذا المعنى واضحة إلى المسؤولين: إن لم تكونوا قادرين على الخروج من الحفرة، أقلّه أوقفوا الحفر تحت أقدامكم”.

وإذا كانت إستقالة قرداحي هي المدخل إلى الحلّ، إلاّ أنّ الأساس يبقى بالنسبة للعرب هو إتخاذ خطوات عملية لمنع تحوّل لبنان إلى بؤرة لتصدير المخدرات والإرهاب إلى الدول العربية.

وفي السياق، فان الموفد العربي سيطالب لبنان باتخاذ خطوات جديّة من أجل ضبط الأمن وعدم التسبّب بمخاطر تجاه الدول الخليجية، سواء كانت أمنية او إجتماعية.

وفي المعلومات فان الرئيس عون سيكون منفتحاً على أي أفكار تعيد العلاقات اللبنانية- الخليجية إلى سابق عهدها ولا يمانع في إستقالة قرداحي لكنّه يريد أن تكون هذه الإستقالة مُثمرة وأن تفتح ثغرة في جدار الأزمة، في حين أن ميقاتي لا يزال يحاول العمل على إيجاد المخرج الملائم للأزمة وإلا فان خيار الإستقالة مفتوح على مصراعيه.

وإذا كان برّي سيتشاور مع “ح ز ب الله”، إلا ان الواضح والأكيد أنّ الثنائي الشيعي يريد الإستثمار في مكان آخر، فالرئيس بري من أكثر المتحمسين لعودة العلاقات اللبنانية- العربية وهو من طرح سابقاً نظرية الـ(س- س) لكن القرار النهائي يبقى عند “حزب الله” ومن خلفه إيران.

يأتي العرب إلى بيروت اليوم وفي جعبتهم قرار واضح وحازم وهو عدم المسّ بأمن الخليج وأي دولة عربية أخرى ووقف التمدّد الفارسي، وبالتالي فانهم يساندون الرياض والخليج في معركتهم ضدّ إيران، ولن يُسايروا سلطة لبنانية واقعة تحت النفوذ الإيراني، وأقصى ما يمكن فعله للحكم اللبناني في هذه المرحلة إذا لم يتخذ إجراءات إيجابية تجاه الخليج هو عدم دفع دول عربية أخرى إلى التشدّد في خطواتها تجاه لبنان مثل مصر والأردن، أو عدم فرض حصار عربي شامل وطرد لبنان من جامعة الدول العربية، لكن إذا إستمرّت “السطوة” الفارسية على القرار اللبناني فان كل الإحتمالات واردة.

وتوازياً مع الحركة الديبلوماسية الصامتة التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا في الكواليس الاقليمية والدولية لرأب الصدع بين لبنان والسعودية، تقدّمت الى الواجهة الحركة التي أوحى بها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بإيفاد الامين العام المساعد حسام زكي الى بيروت، الذي سيجول اليوم على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

أفكار لا مبادرة

وقالت مصادر ديبلوماسية لبنانية وعربية لـ «الجمهورية»، انّ الوفد يحمل رسالة من ابو الغيط الى المسؤولين اللبنانيين، يدعو فيها الى العمل من اجل تطويق الأزمة الديبلوماسية بين لبنان والمملكة العربية السعودية والدول الحليفة لها في الخليج العربي بجدّية مطلقة، والقيام بما يلزم من خطوات لتجنّب الأسوأ.

ولفتت المصادر، الى انّ الوفد الذي سيحمل معه حصيلة المشاورات التي أجراها ابو الغيط مع عواصم الخليج العربي، مستقصياً الظروف التي دفعت الى اتخاذ القرارات الاخيرة تجاه لبنان، وما يمكن ان تقوم به الجامعة العربية لحل المشكلة. ولم يغفل أبو الغيط الوقوف على رأي الحكومة المصرية بهذا الخصوص، فكانت له مشاورات مع وزارة الخارجية ودوائر الرئاسة المصرية.

وأشارت المصادر، الى انّ الوفد سينقل إلى ابو الغيط رؤية المسؤولين اللبنانيين للحل، وما يمكن الحكومة ان تقوم به وما لا تستطيع اليه سبيلاً. ولذلك فهو لا يحمل معه اي مبادرة او اقتراح محدّد، وإن كان يحمل مجموعة أفكار متفرقة لا ترقى الى إمكان تحولها مبادرة شاملة.

وختمت المصادر مؤكّدة «انّ المهمة ستكون استطلاعية ولساعات محدّدة، على ان يعود الوفد مساء الى القاهرة، بعدما تبين انّ مكتب الجامعة العربية الذي طلب سلسلة المواعيد لم يشر الى جدول اعمال الوفد، وحصر موضوع الزيارة بالأزمة الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج.

ضغط لا وساطة

في السياق نفسه، استبعدت اوساط مطلعة ان تسفر زيارة زكي لبيروت اليوم عن نتائج إيجابية على مستوى إحداث خرق في جدار الأزمة بين السعودية ولبنان. وقالت لـ»الجمهورية»، انّ «الجامعة هي أضعف من ان تجد حلاً لهذا الخلاف، والتجارب أثبتت انّ تأثيرها متواضع في أزمات المنطقة». وتوقعت هذه الاوساط ان يأتي ممثل الجامعة العربية الى بيروت، «ليس للوساطة وانما للضغط على المسؤولين اللبنانيين في اتجاه اتخاذ مبادرة حسن نية نحو السعودية لفتح باب الحوار معها»، متسائلة عمّا اذا كان زكي سيزور الرياض ايضاً في إطار مهمته.

واشارت الاوساط، الى «انّ الواقع السياسي يبدو مقفلاً حتى إشعار آخر، تحت وطأة الملفات المتراكمة والمترابطة. وهناك خشية من ان يكون الداخل المكشوف مشرّعاً على مزيد من التعقيدات في المرحلة المقبلة، سعياً الى دفع الرئيس نجيب ميقاتي نحو الاستقالة لإصابة عصفورين بحجر واحد: الاستقرار الداخلي والانتخابات النيابية».

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد