- Advertisement -

- Advertisement -

إستشارات التأليف بين التفاؤل والتشاؤم.. وميقاتي يستعجل التشكيل

Betico Steel

نداء الوطن- أكرم حمدان

أنهى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إستشاراته النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، من دون أن يُعطي أي مؤشرات لتركيبة أو طبيعة الحكومة التي سيعمل على تشكيلها، لكنه كرّر ما سبق وأعلنه بعيد التكليف لجهة التأكيد على أنّ خير الكلام ما قلّ ودلّ، مشيراً إلى انه استمع حسب الأصول الدستورية للنواب و”كان هناك إجماع على ضرورة الإسراع وأقصى الإستعجال في التشكيل، عسى ان نستعيد دور الدولة الذي فقدناه منذ زمن وبالتالي يستعيد المواطن أبسط حقوقه في إمكانية العيش الكريم”.

وأكد أنه سيطلع رئيس الجمهورية على نتائج جولة المشاورات وسيبقى على تشاور دائم معه من أجل الإستعجال في تشكيل الحكومة.

Ralph Zgheib – Insurance Ad


جملة ملاحظات

وقد سجّلت الإستشارات جملة ملاحظات أهمّها أنها لم تقارب عدد وزراء الحكومة، وإن كانت أكدت على أنها من ضمن المبادرة الفرنسية وحكومة إختصاصيين، كما سجّلت تبايناً واضحاً بين “التيار الوطني الحر” و ح z ب الله لجهة المواقف التي أطلقها الطرفان، حيث نأى الأول بنفسه عن المشاركة وعلّق موضوع الثقة على البرنامج والتركيبة، بينما طرح الثاني ما يشبه خريطة طريق حول دورالحكومة ونوعية الوزراء ومفهوم الإختصاص والأولويات.

كذلك، ردّ نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي على كلام رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وأرسل رسالة واضحة نحو العهد ورئاسة الجمهورية، عندما قال بأنه يمكن لباسيل كرئيس كتلة نيابية أن يتخذ الموقف الذي يريد ولكن لا يمكن ربط ختم فخامة رئيس الجمهورية بمواقفه. كذلك فسّرت “القوات” تمايز موقفها عن “التيار” في عدم التسمية وخوضها معركة التغيير وليس السلطة. وبالرغم من “الروائح” الإيجابية التي حاول بعض النواب تسويقها حول تشكيل الحكومة، إلا أن هناك من هو متخوف من إستمرار العقد والتعقيدات التي كانت قائمة، ما يؤكد الكلام الذي سبق وأعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري من قصر بعبدا عندما قال إن “العبرة في التأليف”. ولا تبدو خطوات الدعم الخارجية التي سبق وأعلنتها فرنسا والإتحاد الأوروبي كافية حتى الآن بعدما برزت مواقف تتحدّث عن إستمرار الممانعة الخليجية تجاه لبنان.

شريط الإستشارات

إستهل الرئيس ميقاتي إستشاراته بلقاء جمعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مكتب الأخير ثم انتقل إلى الصالون المخصص للرئيس المكلف حيث استقبل الرئيس سعد الحريري الذي غادر من دون ان يصرّح.

ثم استقبل الرئيس تمام سلام الذي اكتفى بالقول: “الوقت للعمل وليس للكلام”. والتقى الفرزلي الذي قرر الكلام بعد مرور وقت طويل على لقائه حيث جاء كلامه بمثابة رد على باسيل، وكانت رسالته واضحة لجهة القول بأنه يحق للوزير باسيل أن يتخذ الموقف الذي يراه مناسباً كرئيس كتلة نيابية وهذا حق من حقوقه، ولكن لا يمكن تقييد ختم فخامة الرئيس بموقف الوزير باسيل.

وشدد الفرزلي على أن الدستور واضح لجهة حق رئيس الوزراء في تأليف الحكومة بالإتفاق مع فخامة رئيس الجمهورية الذي يجري التعديل الذي يراه، وفقاً لتحقيق المصلحة الوطنية العليا. ولفت إلى أن المبدأ هو وفق المبادرة الفرنسية وحكومة الإختصاصيين ستأتي إلى مجلس النواب لنيل الثقة، وإلا لا حكومة ولا ما يحزنون وتوزيع الحقائب السيادية سيبقى وفق السابق.

أما كتلة “التنمية والتحرير” فتحدث باسمها أمينها العام النائب أنور الخليل فتمنى الإسراع في تشكيل الحكومة للتجاوب مع حاجات الناس، معلناً أن الكتلة طلبت من الرئيس المكلف الإلتزام بما تم التعهد به خلال إجتماع رؤساء الحكومات السابقين لجهة تنفيذ بنود الدستور، ولا سيما المادة 95 منه (تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية) والمواد التي ترمي إلى تشكيل مجلس نيابي خارج القيد الطائفي وقيام مجلس الشيوخ. ودعا باسم الكتلة إلى إصلاح قانون الإنتخاب الحالي الذي قسّم الناس مذهبياً من خلال الصوت التفضيلي أو تعديله، والعمل على تحقيق إستقلالية القضاء وكشف حقيقة تفجير المرفأ وقيام اللامركزية الإدارية. كتلة “المستقبل” تحدث باسمها بعد لقاء الرئيس المكلف النائب سمير الجسر وقال: “تمنينا الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على وضع البلد على سكة الخلاص على أن تكون حكومة أخصائيين”.

وأوضح أن الرئيس المكلف مستعجل ولكنه لم يحدد مُهلاً وهناك بيان صدر بعد إجتماع رؤساء الحكومة السابقين من بيت الوسط والرئيس ميقاتي شريك فيه، وهو الذي يحدد عدد وزراء الحكومة وليس نحن.

تكتل “لبنان القوي” تحدث باسمه باسيل فأعلن أن “مرحلة التكليف قد انتهت من دون موافقتنا وتسميتنا، وهذا دليل إضافي على اننا لسنا أكثرية ولم نكن يوما كذلك، واليوم بعد التكليف أصبحنا في موقع المساعد والداعم ولا نمارس الحرد او النكد السياسي، وقد أبلغنا الرئيس المكلف عدم رغبتنا في المشاركة بالحكومة وهذا ربما يساعد في التشكيل، وعندما تنتهي عملية التأليف ننتقل إلى مرحلة الثقة، وهذا يتقرّر على ضوء التشكيلة والبرنامج ونحن معنيون بتقديم الدعم الكامل لكل عمل إصلاحي”. ولفت إلى ان ميقاتي “وبناء على تجربة سابقة هو من المقتنعين بالشراكة”.

أما كتلة “الوفاء للمقاومة” فأعلن رئيسها النائب محمد رعد ما يشبه خريطة الطريق للحكومة العتيدة التي سمّاها “حكومة الضرورة لإنقاذ البلد”، مؤكداً أن المطلوب الإسراع في التأليف وتعاون الجميع من أجل ذلك، وأن المطلوب من الحكومة المسارعة إلى طمأنة اللبنانيين على معيشتهم وألا تتركهم فريسة لمافيات الإحتكار، محدداً ثلاثة هموم متلازمة، أولها إختيار الوزراء وخصوصاً في مجال المال والتربية والإقتصاد والوزارات التي تدرّ المال على الدولة، وثانيها العناية الفائقة والإستثنائية للشأن الإجتماعي بدءاً من وقف تحكم السوق السوداء وصولاً إلى الكهرباء وتحريك عجلة الحياة الإقتصادية، وثالثاً تسريع إنفاذ القوانين الإصلاحية التي أقرّها وسيقرّها مجلس النواب والتي تحقق الشفافية من دون إحتكار أو عوائق. وشدّد رعد على ضرورة إختيار وزراء ذوي إختصاص وخبرة في الحياة العامة وليس في المكاتب والأرقام.

النائب فريد الخازن أمل باسم “التكتل الوطني” التوفيق للرئيس المكلف معتبراً ان الوقت ليس لطلب وزير او حقيبة وإنما لتسهيل تشكيل حكومة تتمكّن من إنقاذ البلد. وأبدى تخوفه من أن التجارب السابقة لا تبشّر بالخير، سيما وان الرئيس ميقاتي هو الثالث منذ إنفجار 4 آب بعد تجربتي مصطفى أديب والرئيس الحريري، وطريقة التعامل من قبل رئيس الجمهورية والعهد لا تبشر بالخير، فلا يجوز ما يجري لجهة عدم التسمية من قبل كتلتي “التيار” و”القوات” لأنه غداً عندما نصل إلى إستحقاق رئاسة الجمهورية، فهل يعقل أن يقول المسلمون أو السنّة ان هذا امر يعود للمسيحيين إذهبوا واتفقوا ولا علاقة لنا؟؟ نحن مع تقديم كل الدعم للرئيس ميقاتي في مهمته ونقول “أعانه الله”.

رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط إكتفى بالقول “لم نطلب شيئاً ونتمنى من كل الكتل تسهيل التأليف”.

النائب أسعد حردان دعا باسم الكتلة “القومية الإجتماعية” إلى الإسراع في تشكيل الحكومة من أجل معالجة القضايا الملحة إجتماعياً وإقتصادياً، وان تعمل الحكومة على إعادة إنفتاح لبنان على عمقه العربي عبر سوريا والترانزيت.

أما كتلة “الوسط المستقل”، وهي كتلة الرئيس المكلف، فتحدث باسمها النائب نقولا نحاس الذي أمل في تشكيل الحكومة قبل 4 آب من اجل البلد، وقال ان الرئيس ميقاتي يضع لنفسه مهلة من اجل تشكيل الحكومة. بدوره، عضو الكتلة النائب علي درويش تحدث عن الغبن الذي يطال الطائفة العلوية بعدم تمثيلها في الحكومة منذ الطائف وما قبله.

النائب الوليد سكرية قال باسم كتلة “اللقاء التشاوري”: “تمنينا الإسراع بتشكيل الحكومة ولم نطلب شيئاً، ولمسنا حماسة لدى الرئيس ميقاتي من أجل عدم إطالة الوقت”.

كتلة “الجمهورية القوية” أعلن باسمها النائب جورج عدوان أن “القوات” أبلغت الرئيس المكلف عدم رغبتها بالمشاركة في الحكومة وأن ليس لديها اي مطلب، ونحن موقفنا واضح للجميع منذ سنتين وسنكون مع كل ما هو لمصلحة الناس ونعارض ما نراه ضدّ مصلحتهم، لأننا معارضة بناءة ولسنا معارضة شعبوية وأكيد لن نكون موالاة سلطوية كما هو حاصل من قبل البعض للأسف. وأكد عدوان ان “معركتنا اليوم هي معركة تغيير الأكثرية وهناك قواعد مختلفة بيننا وبين “التيار الوطني الحر” لموقف عدم التسمية، فنحن نخوض معركة تغييرية وهو يخوض معركة سلطوية، ومعركتنا سيادية إصلاحية لا تتأثر بمواقف خارجية من قبل اي دولة، حتى السعودية، وهي لم تطلب منا شيئاً وهمّنا التغيير من خلال الإنتخابات النيابية المبكرة”.

النائب أغوب بقرادونيان قال باسم كتلة “نواب الأرمن”: “طوينا صفحة التكليف وكان الجو ودّياً مع دولة الرئيس ميقاتي وطالبنا بحكومة تعالج الفساد وتعاقب مرتكبي جريمة المرفأ، ولمسنا تفاؤلاً من الرئيس المكلف الذي تفاجأنا انه تم الإتفاق على تسميته من الخارج لذلك لم نسمّه، ولكننا سنشارك كما شارك غيرنا ولم يسمّ”.

كتلة “ضمانة الجبل” تحدث باسمها النائب طلال أرسلان متمنياً على الرئيس المكلف التوفيق بمهمته في هذه الظروف العصيبة، والتي تتطلب شفافية كاملة خارج النكايات السياسية وان لا يحمل تركات الآخرين. ورداً على سؤال قال: “الصورة غير واضحة لدى فخامة الرئيس ودولة الرئيس وعندما تتبلور نتحدث عن المشاركة أو عدمها”.

النائب نهاد المشنوق قال: “اليوم شاركت بالإستشارات ولا يوجد أي موقف شخصي تجاه الرئيس المكلف، ولبنان الآن لا يحظى بأي دعم من قبل دول مجلس التعاون الخليجي والمبادرة الفرنسية لن تفتح الأبواب امام لبنان تجاه العمق العربي”. وحول رفع الحصانات قال: “أنا مع تعديل الدستور بحيث ترفع الحصانات عن كل الناس في كل القضايا التي تحال على المجلس العدلي بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً إلى أصغر موظف”. النائب أسامة سعد تحدّث عن غياب البرنامج وعن إستمرار السياسات التي أدّت إلى إفقار الناس وتهجيرها، مطالباً بتغيير المنظومة الحاكمة “لأن حليمة لم تخرج عن عادتها القديمة وستبقى المحاصصة سيدة التأليف”.

النائب ميشال ضاهر تمنّى الخير والتوفيق للرئيس المكلف، لافتاً إلى أن “المطلوب إنقاذ البلد من أزماته وتمنيت ان يبدأ الرئيس المكلف مفاوضاته مع صندوق النقد سريعاً”.

النائب شامل روكز كرّر مطالبته بصلاحيات إستثنائية للحكومة خصوصاً في المجالات الإجتماعية والإقتصادية، وأن تكون حكومة إختصاصيين بعيدة من الشعارات والحملات الإنتخابية لأن الانتخابات على الأبواب.

النائب جهاد الصمد تمنّى التوفيق للرئيس المكلف وأن تنال الحكومة صلاحيات إستثنائية لكي تتمكّن من إنقاذ البلد من أزماته، متمنياً على من يقفوا على التلال أن يتنازلوا من أجل البلد والناس.

وفيما تغيّب النائب فؤاد مخزومي عن المشاركة في الإستشارات، غادر كل من النائبين إدي دمرجيان وجان طالوزيان من دون تصريح، وكان آخر المشاركين النائب جميل السيد الذي قال: “صارحت الرئيس المكلف الذي لم أسمّه بالواقع اليوم حيث يختلف الوضع عمّا كان عليه عامي 2005 و2011، حيث كان لدى بقرة الدولة بعض اللحمة وبعض الحليب وكان الجميع يأكل ويشرب أما الآن فالوضع مختلف، والحكومة إذا تشكلت وتجاوزت العقبات المرتبطة بالإنتخابات النيابية المقبلة والفراغ الرئاسي والثلث المعطّل تبقى افضل من لا شيء، وستكون من إختصاصيين كما فهمت من دولته ولكن مرضى عنهم من طوائفهم، أي كمن يلبس الذئب جلد خروف”.

وفي الختام كانت كلمة مختصرة للرئيس المكلف لخّص فيها خلاصة اليوم النيابي الطويل.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد