يُعوّل لبنان على محطات عدّة تتعلق بالنازحين السوريين، والتي حركت المياه الراكدة من لقاء بكركي إلى إجتماع مجلس النواب والتوصّل إلى توصية حول هذه المسألة، ناهيك إلى الإجماع الوطني الذي لم يكن موجوداً في مراحل سابقة، مما يبنى عليه للمرحلة اللاحقة، ومؤتمر بروكسل.
لكن المحطة الأبرز في قمة المنامة، حيث بات جلياً أن ثمة قرارات تطرق إليها الوفد اللبناني مع المسؤولين السوريين، بناءً على نصيحة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قبيل جلسة مجلس النواب، لاسيما أن الاتصال الذي جرى بين الأخير ونظيره السوري حسين عرنوس، شقّ الطريق في هذا السياق، ما يعني أن قمة المنامة استثنائية على كافة الصّعد، وتحديداً لبنانياً من خلال البند المتعلق بلبنان، والذي يتناول انتخاب رئيس للجمهورية، وضرورة الإستقرار في الجنوب، بالإضافة إلى موضوع النازحين، لكن كل ذلك لن يأتي بأي إيجابيات في حال لم يتم التواصل الجدّي مع المفوضية الأوروبية وإقناعها بضرورة الدعم والمساعدة في هذا الإطار.
وكشفت مصادر سياسية لموقع “جبيل اليوم” أن هنالك إتصالات حثيثة يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وعد أكثر من مسؤول لبناني، وفي طليعتهم ميقاتي الذي التقاه مؤخراً في قصر الإليزيه، بأن يضغط على المفوضية الأوروبية لتحويل مساعداتها للنازحين السوريين إلى سوريا، أي أن يعودوا إلى بلدهم وتصلهم المساعدات إلى هناك، وهذا ما يبنى عليه ويعمل له على أكثر من صعيد.
وفي هذا الإطار، فإن قمة المنامة وبالعودة إلى مقرراتها وما يمكن أن تشكل في هذه المرحلة من عناوين بارزة، فإنها بالدرجة الأولى تناولت الحرب في المنطقة، وتحديداً غزة والجنوب، والتّحذير من إجتياح رفح، لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة، ما يعني أن هذه القمة إستثنائية، وبالتالي التصعيد العسكري المتنامي من غزة وعودة العمليات من قبل حماس لأول مرة منذ اسابيع طويلة، إلى تسخين الوضع في الجنوب وصولاً إلى البقاع، فكل ذلك يضع لبنان أمام مفترق طرق، إما الوصول إلى هدنة وإما البلد سيدخل في حرب بالغة الخطورة.
أنطوان صعب – صحافي