إسترعت التطورات الميدانية في الجنوب، قلقاً كبيراً لاسيما التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق وهو الأخطر منذ وقف اطلاق النار، إضافة إلى ما يجري في سوريا من تطورات وأحداث في جنوبها من درع إلى السويداء، والحديث عن كنتونات درزية وكردية وعلوية إلى الأحداث الأبرز على الساحل السوري، فكل ذلك ترك قلقاً ومخاوف من أن يكون لها ارتدادات على الداخل اللبناني وخصوصاً بعد موجة النزوح من العلويين إلى جبل محسن، وحوالي ثلاث آلاف سني سوري نزحوا عبر مناطق عكار، وهذا أيضاً يضيف قلقاً على الساحة المحلية، خصوصاً بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة والثقة الدولية برأس الدولة، والتي بلغت أوجها خلال زيارته إلى السعودية ومن ثم مشاركته في قمة القاهرة العربية والكلمة التاريخية التي ألقاها، فكيف سيواجه لبنان هذه التداعيات ؟
هنا تشير مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى، أن رئيس الجمهورية يقوم بإتصالات مكثفة مع واشنطن وباريس لثني العدو الإسرائيلي عن اعتداءاته، وكذلك الدبلوماسية اللبنانية تتحرك ومعها الحكومة بفعالية، ما يعني أن لبنان غير متروك إنما القلق من أن يُقدم العدو على عملية نوعية بعد وصوله إلى جنوب درعا ومنطقة السويداء ومزارع شبعا ، حيث يقوم بتطويق البقاع وراشيا وحاصبيا وسواهم، من خلال مزارع شبعا، بمعنى القلق والمخاوف تطغى على ما عداها في ظل الدعم الأميركي اللامحدود للأعمال الإسرائيلية.
لذا، أي عدوان إسرائيلي على لبنان ستكون كلفته باهضة، على اعتبار أن ما مسيرة الانماء والاعمار لم تنطلق، وحزب الله لم يسلم سلاحه، وإيران عبر موقف مستشار الإمام خامنئي الذي قال أن المقاومة باقية، فكل ذلك يبقى الأمور تدور في حلقة المفرغة، لكن وفق المعلومات، فإن رئيس الجمهورية تلقى ضمانات دولية بعدم قيام العدو بأي حرب جديدة، لكن بشرط أساسي أن يسلم الحزب سلاحه، وأن ذلك سيأتي لاحقاً ، كما ينقل عن أوساط قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية لا يريد إقحام البلد بأي نزاعات داخلية، إذ دعا لمعالجة مسألة السلاح بالحوار، وبمعنى أوضح أنه حريص على السيادة والسلاح الشرعي الوحيد، لكن في مثل هذه الظروف والأجواء لا يمكن جرّ البلد إلى أي فتنة وصراع داخلي .

أنطوان غطاس صعب