خلطت مواقف الموفد الأميركية مورغان اورتاغوس الأوراق مجدداً على الساحة اللبنانية، بعد تصعيدها اللافت وخصوصاً عندما قالت أن إسرائيل هزمت حزب الله، إلى رفضها مشاركة الثنائي في الحكومات وفي الحياة السياسية اللبنانية، وتحديداً حزب الله، أي لم تقصد رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة أمل.
وبمعنى آخر، هذا الكلام يؤسس لمرحلة جديدة في لبنان، على اعتبار أنها موفدة للرئيس دونالد ترامب، وهذا الكلام هو كلام الرئيس الأميركي، ما يعني الأمور باتت صعبة ومعقدة ومن شأنها أن تحدث في البلد هزات سياسية وخلافات وانقسامات، بعدما قالت اورتاغوس كلاماً كبيراً هو الأبرز لأي موفد وغربي، إذ سمّت الأشياء بأسمائها، وقد تكون جاءت إلى لبنان ليس فقط من أجل تنفيذ القرار 1701 ، بل لإيصال هذه الرسالة، وإن كان البعض في الأجواء.
وتشير مصادر معنية لموقع “جبيل اليوم” إلى أن هذا الأمر سيؤسس لاحقاً إلى دور أميركي جديد في لبنان مغاير عن السابق عنوانه ليس التطرف بل القضاء على البنية العسكرية لحزب الله من خلال العدو الإسرائيلي، واللافت أيضاً القضاء على البنية السياسية عندما رفضت إشراكه في الحياة السياسية وتحديداً في الحكومة، وعليه السؤال المطروح، إلى أين ستصل هذه الأمور، هل لإجبار حزب الله على تسليم سلاحه والقول أنه بصدد الانخراط في العمل السياسي من خلال كتلته النيابية؟ أم لذلك أبعاد كبيرة تؤسس إلى استكمال العدو لضربه حزب الله ؟
ما يظهر جلياً عبر الغارات المتتالية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي في البقاع والجنوب وقضم الأراضي اللبنانية جنوباً وتدمير ما تبقى من منازل وسوى ذلك، يترك تداعيات كبيرة على المستوى السياسي الداخلي وعلى انطلاق المؤسسات الدستورية، لأن الجميع وجد نفسه مُحرج بمواقف الموفدة الأميركية، وخصوصاً أنه ثمة كتلة نيابية كبيرة لحزب الله، الأمر الذي يحدث خلافات وسوها، ما يعني هل الأمور مرّت أم أنها مستمرة في تداعياتها وارتداداتها على أكثر من صعيد، بعدما قالت اورتاغوس كلاماً يعتبر منطلقاً نحو عناوين كبيرة تتمثل ببقاء العدو في لبنان ربما إلى حين تسليم حزب الله لسلاحه وتطبيق القرار 1701 مرفقاً بمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من غزة وتهجير أهلها إلى مصر والأردن.
أنطوان غطاس صعب