المركزية – على بعد أيام من انتهاء مهلة الـ60 يوماً للهدنة، تتزايد الضغوط لتمديد اتّفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وذلك قبل دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ثانية. في هذا الإطار، كشفت القناة “12” الإسرائيلية عن مصادر عن أن ترامب يريد أن يرى استمرار وقف إطلاق النار في لبنان. ونقلت عن مساعدين لترامب أنّه مهتّم بالسلام في الشرق الأوسط للتركيز على القضايا الداخلية. وقالوا إن “رسالة المسؤولين في إدارة ترامب لإسرائيل مفادها بأن عليها تجنّب إثارة صراعات غير ضرورية”. وأضافوا: “نتوقّع سلاماً في لبنان وإسرائيل ولا رغبة لترامب في حرب أخرى بأيامه الأولى في الرئاسة”.
في سياق آخر، ذكرت القناة أنّه تقرّر إرسال رئيس الموساد والشاباك لمفاوضات الدوحة بعد لقاء مبعوث ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن “ترامب بدأ التدخّل شخصياً في مسألة إطلاق سراح الأسرى خلال اليومين الأخيرين”.وتابعت: “ترامب مهتم بتوقيع اتّفاق في أقرب وقت ممكن قبل تولّي منصبه”. ولفتت إلى أن كبار أعضاء الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد موجودون في قطر ويحاولون إنجاز المفاوضات، وسيحاول الأميركيون والقطريون إطلاع الأطراف على بعض الأخبار اعتباراً من الخميس المقبل. فما مصير وقف إطلاق النار في لبنان وغزة؟
بالنسبة لغزة، يؤكد العميد المتقاعد جورج نادر لـ”المركزية” ان “نتنياهو يتعرض لضغوط كبيرة من قبل الشارع وأحزاب المعارضة وحتى من أحزاب الحكومة من أجل وقف إطلاق النار وإنجاز صفقة إطلاق الأسرى، كي يتمكنوا من إنقاذ العدد القليل من الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة. كما أنه يتعرض في المقابل لضغوط من قبل المتطرفين مثل إيتمار بن غفير و بتسلئيل سموتريش وغيرهما لعدم إتمام صفقة، لكن ضغط الاهالي كبير إلى جانب الادارة الأميركية لوقف إطلاق النار وإتمام صفقة الأسرى بسبب وجود رهائن أميركيين بينهم. إلا ان نجاح الوساطة غير مضمون، فقد سبق ان أجروا جولات عدة في الدوحة، وفي كل مرة كان يقال ان المسألة أصبحت في خواتيمها وفجأة تفشل. ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من يعرقلها، لأنه لا يريد إبرام صفقة، لكنه يتعرض لضغوط كبيرة. الى اي مدى سيتحمل الضغوط ويستمر في تعنته؟ علينا ان ننتظر ونرى”.

أما بالنسبة للبنان فيقول نادر: “وقف إطلاق النار مرهون بمدى تنفيذ الاتفاق من قبل لبنان واسرائيل في الوقت عينه. بالطبع اسرائيل تخرقه يوميا وقد خرقته أكثر من 700 مرة. أما حزب الله فخرقه مرة واحدة عندما أطلق قذائف مدفعية على مزارع شبعا. الخرق الكبير يتم من قبل اسرائيل، لكن في المقابل لبنان لا ينفذ القرار 1701 بمعنى تفكيك البنية التحتية لحزب الله بدءا من جنوبي الليطاني، والانسحاب شمالي الليطاني ولاحقا من جنوب لبنان كله وتسليم الاسلحة، لم ينفذ منها أي شيء ظاهريا وعمليا على الارض، وبالتالي اسرائيل تتحجج بهذا الامر، ونحن على بعد أيام من انتهاء مهلة الـ60 يوماً لوقف إطلاق النار، كي تستمر في خروقاتها، كما أنها تنسحب بسهولة، وقد طلبت تمديد الهدنة لأن برأيهم الجانب اللبناني لم ينفذ أي شيء وتشعر أن الخطر ما زال قائما على القرى الحدودية، ولهذا نشهد يومياً تفجيرات اسرائيلية وبشكل هائل لمبان في القرى الحدودية وجرف أراض بهدف منع الأهالي من العودة لاستحالة الحياة فيها بعد ذلك. كما ان اسرائيل لا تثق بأحد ولهذا تقول أيضاً بأنها ستحتفظ ببعض القواعد في جنوب لبنان وطلبت تمديد المهلة من أجل هذا الامر. والتمديد سيلحقه تمديد آخر، وسيصبح وكأنها احتلت قسما وأمنت المنطقة الشمالية من وجهة نظرها. علينا ان ننتظر ونرى إذا ما كانت ستكمل اسرائيل على هذا النحو، وما الذي سيفعله حزب الله في اليوم الـ61؟ برأيي خياراته محدودة جدا ولا يمكنه ان يقدم على اي عمل، لأن اي خطوة امنية ستكون مثابة هدية على طبق من فضة لاسرائيل كي تكمل ما تريده وبوتيرة اعلى. لننتظر اليوم الـ 61 ونرى هل ستُمدَّد هذه الهدنة؟ وإذا لم تُمدَّد ما سيكون تصرف الفريقين أكان حزب الله ام اسرائيل؟ موقف اسرائيل معروف إنما حزب الله لا يمكن ان نتكهن، هو هدد أنه في اليوم الـ61 سيكون في حلّ من كل اتفاق إذا لم تنسحب اسرائيل. فهل يدخل هذا في خانة التهديد والتهويل ام ان الكلام جدي؟ حتى اليوم لديه أكثر من 200 شهيد تم انتشالهم من القرى الجنوبية المدمرة وما زالوا ينتشلون من تحت الانقاض. خسارة حزب الله ليست سهلة. لا أعلم ما اذا كان يتحملها وما اذا كانت ستعيده الى الوراء ويهادن ام أنه يستشرس ويتقدم نحو الامام”.
يولا هاشم – “المركزية”