كتب الصحافي أنطوان غطاس صعب :
إنتهت الحرب هذه الليلة.
غداً ماذا سنفعل ؟ من أين سنبدأ ؟ هل نحن مستعدّون أن نجلس مع بعضنا البعض جميعاً، دون إستثناء أية فئة ، لبناء لبنان الجديد القائم على العدالة والمساواة وإحترام الآخر وبسط سيطرة القوى الشرعية على أرضه ، وإعادة هيكلة الإدارة العامة وفق خطط إصلاحية بعيدة عن المحسوبيات ؟وما هي الأسس أو الرؤى التي سنلتقي عليها؟ وهل نملك مشروعاً وطنياً متكاملاً نُقدّمه للأجيال القادمة حتى تتوقّف مشاريع الهجرة لدى هؤلاء إلى الخارج ؟ وكيف بإمكاننا أن نجمع التناقضات اللبنانية حول مشروع الدولة بجيشها الواحد وسلاحها الواحد ونظامها ودستورها الواحد ؟ ما هو معيار الخروج من الأزمة الإقتصادية الخانقة ؟ من أين سنبدأ إعادة الإعمار ، ومن سيتكفّل به ماديّاً وهل بشروط ؟ هل نستطيع أن نتّفق على مفهوم واحد للمقاومة والشهادة والدّفاع عن الوطن ، وإستطراداً ما مصير ثلاثية “جيش شعب ومقاومة” ؟!
كلّها أسئلة تزدحم في رأسنا ، لأنّ الأهمّ من وقف النار على ضرورته المُلحّة ، هو أن نمنع العودة إليه، ببناء جمهورية ديموقراطية صالحة للعيش في هذه المنطقة المُضطربة ، وقد آن الأوان أن نُسلّم مسؤولية تحصينها للقوات المسلّحة اللبنانية دون سواها.
والسّلام.