يترقّب لبنان كما دول العالم الإنتخابات الرئاسية الأميركية، لما لها من تداعيات وانعكاسات على مجمل الأوضاع السياسية، إلى الحرب الدائرة وسواها من الملفات والمحطات، حيث لذلك تأثير مباشر على عناوين كبيرة وخصوصاً مسألة وقف إطلاق النار، باعتبار الجميع بات على يقين، من أنه لا حلّ للبنان، إلا بعد إنتخابات أميركا، نظراً للترابط بين لبنان وواشنطن حول قضايا كثيرة، بدليل أن البعض يرى أن تأثير الولايات المتحدة على كل هذه الأوضاع لا يحتاج إلى قراءة، نظراً لأهميته، فماذا عن تأثير هذه الانتخابات ووصول شخصية جديدة إلى البيت الأبيض على المسار اللبناني؟
تؤكد جهات دبلوماسية مواكبة ومتابعة عبر موقع “جبيل اليوم”، إلى أنه أياً كانت هوية السّاكن في البيت الأبيض الرئيس الأميركي السابق المرشح الحالي دونالد ترامب أو نائبة الرئيس الأميركي المرشحة كاميلا هاريس، فالظروف لن تتغير بين بيروت وواشنطن، حيث ثمة علاقات جيدة لم يسبق أن اهتزت، لكن التعاطي مع ملفات المنطقة من قبل الجمهوريين أو الديمقراطيين ينعكس على لبنان، بدليل ما جرى في عهد ترامب وصولاً إلى جو بايدن واليوم ربما مع هاريس، إنما إذا وصل ترامب فالأمور ستتبدل وتتغير، لذلك المتغيرات تحصل بين الإدارة الأميركية الجديدة ودول المنطقة الكبرى، وتحديداً الإقليمية منها على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية تحديداً أو إيران، لذلك الترقب سيد الموقف ليس فقط للاستحقاق الرئاسي، إذ السؤال الكبير، هل ستقصف تل أبيب أو مدن إسرائيلية من قبل إيران ، ويأتي الرد الإسرائيلي هذه المرة مع رئيس أميركي جديد مغاير ، وتقصف المنشآت المدنية والحيوية وتحديداً المفاعل النووي والطاقة ؟
عندها تشتعل الحرب في المنطقة ولبنان سيدفع أثماناً باهظة لأنه الحلقة الأضعف.
من هنا، فإن لبنان يتأثر كثيراً بالانتخابات الأميركية، ويراقب ويتابع لاسيما هناك متحدّرين من أصل لبناني وكتلة لبنانية وازنة في هذا الاستحقاق، سواء كانت تقترع للجمهوريين أو للديمقراطيين، وإن كان البعض يقول تاريخياً أنها تقترع للجمهوريين، ما يعني أننا مقبلون على محطات كثيرة في هذه المرحلة، لها تأثيرات على الداخل اللبناني من الاستحقاق الرئاسي إلى وقف أطلاق النار، باعتبار بات جلياً أنه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية قبل أن يتوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
من هذا المنطلق، كل هذه العناوين مترابطة بعضها ببعض، وسط معلومات بأن الرئيس الأميركي جو بايدن وعد الجالية العربية، بأنه سيوقف الحرب ويولي لبنان الاهتمام الكبير، فيما هاريس ستتابع السياسة التي اعتمدها الرئيسة الحالي، وقبله الرئيس السابق باراك أوباما، ما يعني لن يتبدل ويتغير شيء، إنما بالمحصلة وهنا بيت القصيد، فالأهم من يصل أكان ترامب أو هاريس، فكلهما سيبقى على دعمه للعدو الإسرائيلي في ظل العلاقة التاريخية بين واشنطن وتل أبيب وهذه مسألة محسومة.
أنطوان غطاس صعب