المركزية- الى التعنت الاسرائيلي والعرقلة التي يفتعلها بنيامين نتنياهو في كل اقتراح حل يطرح لوقف النار، كما في غزة كذلك في لبنان، لا يبدو رئيس حكومة اسرائيل في وارد التراجع عسكرياً او القبول بأي اتفاق تسوية لا ينهي حزب الله وحركة حماس، ليس فقط من ناحية الخطر الذي يشكلانه على الدولة العبرية بل على المنطقة برمتها ، في اطار اتفاق دولي على قطع اذرع ايران المسلحة وشل قدراتها الهادفة الى زعزعة الاستقرار، تمهيدا للانتقال الى حقبة التطبيع والسلام، بحسب ما تظهر معطيات الميدان والسياسة.
وليس ما تقترفه اسرائيل في لبنان بعدما “فظّعت” في غزة سوى جزء من كل تنوي تنفيذه وتبدو أُوكلت المهمة اليها من الغرب، على ان تنخرط فيها دول اخرى ليس العرب والروس بعيدين منها، استنادا الى ما يتداول من معلومات في شأن مصير السلاح غير الشرعي الموجود في لبنان، كل السلاح، اي ترسانة الحزب والسلاح الفلسطيني، اذ تكشف مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان اسرائيل عازمة ، من ضمن اي تسوية قد تبرم،على تفريغ لبنان من كل هذا السلاح وارساله الى سوريا، ليس دعما للنظام حتما، انما ليكون برعاية روسية، فتؤمن انذاك سلامة وامان مستوطنيها. وتشير الى دور ستلعبه سوريا في التسوية من خلال تكليفها مهمة ضبط الحدود لمنع تهريب السلاح الى لبنان.
وفي الموازاة تواصل اسرائيل حربها على الحزب لتفكيك هيكليته العسكرية، وبعدما اغتالت قيادات الصف الاول بدءا من الامين العام حسن نصرالله، مضت في خطة الاجهاز على سائر القادة من الصف الثاني والثالث وكل من يُحتمل ان يتبوأ ايا من المناصب القيادية، وقد تردد غداة عملية الانزال والخطف في البترون ان عماد امهز الكابتن البحري الذي نسجت سيناريوهات كثيرة حوله ، كان سيُعين مسؤولا لوحدة التنسيق والارتباط خلفا لوفيق صفا ، فسارعت الى خطفه قبل ان يعلم اي كان بتعيينه حتى، في ما يشكل خطورة لا محدودة لجهة مدى الاختراق الاسرائيلي للحزب والقدرة على قتل من تريد التخلص منه وخطف من تسعى للحصول منه على المعلومات . هذا عدا عن اغتيال قياديين من قوة الرضوان واخرين عسكريين ميدانيين على غرار ما حصل في صور امس الاول.
تغتال اسرائيل، تخطف تدمّر وليس من او ما يردعها، دمّرت بلدات بنسبة تسعين الى مئة في المئة بعمق يتجاوز 3 كلم ، دكّت مخازن الاسلحة والانفاق وحولت قرى الحافة الامامية الى ارض محروقة لفرض حزام امني شبيه بمنطقة القنيطرة السورية. دمرت وتدمر كل طرق امداد الحزب من سوريا وصولا الى اصغر جسر في اقصى الشمال يربط لبنان بسوريا والحقته بتسعة معابر شرقا دُمرت من الجانبين السوري واللبناني كانت تستخدم للتهريب على انواعه.
وتشير المصادر الى ان بعد الاجهاز على الحزب في لبنان، ستلعب دمشق التي نأت بنفسها عن الحرب ومقولة وحدة الساحات، وباتت تبتعد تدريجيا عن ايران، الدور الاساس في منع انتقال السلاح والمسلحين الى لبنان وفق اتفاق يجري ترتيب بنوده بين الدول الكبرى لا بدّ ان يكون للنظام في سوريا حصة فيه ، وتحديدا لجهة ضمان استمراره ومنحه مكتسبات معينة تعينه في اعادة تعويم نفسه والانفتاح العربي والغربي عليه، فيتنفس الرئيس بشار الاسد الصعداء بعد 13 عاما من الاختناق، مقابل ضبط الحدود مع لبنان بالكامل اثر نشر الجيش اللبناني من الجهة المقابلة.
نجوى ابي حيدر – وكالة “المركزية”