المركزية – أكد سفير لبنان لدى روسيا شوقي بونصار، أن العدوان الإسرائيلي “الهمجي” يطال المجتمع اللبناني بكل أطيافه، و”يخطئ كل من يعتقد أنه موجه ضد طائفة أو جماعة معينة”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه على الرغم من وجود اختلافات في وجهات النظر تجاه موقف “حزب الله” من عملية “إسناد غزة” إلا أن الشعب اللبناني كله يقف صفاً واحداً ضد العدو الإسرائيلي.
وأشار بونصار في حديث لمنصة “المشهد” إلى أنه “في حال لم تتعلم إسرائيل من تجاربها الفاشلة منذ العام 1978 مروراً بالعام 1982 ووصولاً إلى 2006، فإن لبنان قد أثبت بمقاومته الوطنية شعباً وجيشاً أنه قادر على طرد الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من الخسائر الفادحة التي يتكبدها وبخاصة في ظل الأوضاع
الإقتصادية الصعبة”، كما أكد تمسك اللبنانيين بأرضهم، هو أولوية.
إسرائيل تتجاهل الشرعية الدولية
وحول الجهود الدولية لخفض التصعيد، أعرب بونصار عن أمله في أن يستجيب المجتمع الدولي لمساعي الحكومة اللبنانية وإصرارها على الالتزام بمخرجات القرار الدولي 1701، بالرغم من تجاهل إسرائيل و”ضربها عرض الحائط” للشرعية الدولية.
كما سلط السفير اللبناني الضوء أيضاً على تصرفات إسرائيل التي وصفها بغير المسبوقة ضد المؤسسات الدولية ومنها الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل، مشيرا إلى” أن تلك التصرفات تأتي بغطاء أميركي”.
وعن الدور الروسي، أثنى بونصار على جهود موسكو في مساعيها لحل الأزمة، قائلا إن “لبنان يعول على الدور الروسي كدولة صديقة ودولة كبرى”، مشيرا إلى” أن روسيا كانت تقدم الدعم الدائم للبنان، حيث ساهمت موسكو بإعادة إعمار البنى التحتية في جنوب لبنان وعدد من المناطق اللبنانية بعد حرب عام 2006 وكذلك إرسال فرق المساعدة عقب انفجار مرفأ بيروت”.
وقال بونصار “نأمل بإزدياد الضغط الروسي على إسرائيل لإيقاف عدوانها على لبنان، وخصوصا في ظل تواجدها في سوريا، حيث أن روسيا هي على تواصل دائم مع كافة الفرقاء في الشرق الأوسط وكذلك مع إسرائيل وإيران، كما نأمل برفع وتيرة اتصالاتها وجهودها لأنهاء هذا الوضع في لبنان والمنطقة”.
وفيما يتعلق بالتنسيق الروسي اللبناني، أكد بونصار أن “قنوات التواصل مع موسكو مستمرة سواء عن طريق السفير الروسي في لبنان أو عبر التواصل المباشر بين السفير اللبناني لدى موسكو مع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف.
كما سلط بونصار الضوء على المساعدات الإنسانية الروسية التي تم إرسالها مع أمل إرسال المزيد منها في القريب العاجل. وقال “روسيا تؤكد دائما أنها داعمة للبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، ونأمل أن يستمر هذا الدعم خدمة للسلام الإقليمي والدولي”.
واتهم السفير اللبناني إسرائيل بعدم رغبتها بالسلام وخصوصا في ظل رفض تل أبيب للمبادرة الفرنسية التي تقدمت بها باريس لمجلس الأمن لوقف القتال لمدة 21 يوماً مشيرا ً إلى نية إسرائيل لضم المزيد من الأراضي العربية لإنشاء ما يعرف بإسرائيل الكبرى. في الوقت نفسه تواصل بيروت التنسيق مع باريس للتوصل إلى صيغة قد تكون قرارا أمميا جديدا أو تنفيذ مخرجات القرار 1701، مشيرا إلى أن لبنان يرحب بأي قرار لإيجاد حل سياسي ودبلوماسي.
لقاءات واتصالات
تجدر الإشارة، إلى ان السفير بو نصار كان قد اجرى في خلال الأسبوعين الأخيرين اتصالات ولقاءات مكثفة مع العديد من المسؤولين الروس والسفراء العرب والاجانب وذلك لاستطلاع الاجواء الدولية ولمناقشة ومتابعة التطورات الخطيرة للغاية وغير المسبوقة التي يشهدها لبنان والمنطقة نتيجة العدوان الاسرائيلي الوحشي على المناطق اللبنانية كافة ولا سيما في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت .
وقد شملت الاتصالات والاجتماعات كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي التقاه بو نصار في الخارجية على رأس وفد من السفراء العرب وذلك بصفته عميداً للسلك الدبلوماسي العربي في روسيا. وتبع ذلك لقاء مع مبعوث الرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف الذي بحث معه بونصار الوضع اللبناني والموقف الروسي من الاحداث الجارية وذلك اثناء غداء عمل اقامه السفير اللبناني في مقر اقامته وحضره اضافة الى بوغدانوف كل من سفراء مصر والأردن وفلسطين. كذلك ناقش المستجدات مع المتحدثة باسم الخارجية السيدة ماريا زاخاروفا ومع العديد من السفراء الاوروبيين والاجانب ومن ضمنهم سفراء البرازيل وفنزويلا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وإيرلندا وسفراء الدول الإسكندنافية.
وكان السفير اللبناني قد شرح في اللقاءات المذكورة – ومن خلال العديد من المقابلات الإعلامية مع كبريات وسائل الاعلام المحلية كوكالة تاس وروسيا اليوم وازفستيا وبرافدا وسبوتنيك وغيرها – الموقف اللبناني الذي يؤكد التزام الحكومة بقرارات الشرعية الدولية ومطالبته بوقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على ارضه وشعبه وضرورة العمل مع الأشقاء العرب ومع المجتمع الدولي من اجل الضغط على العدو الاسرائيلي لوقف عدوانه، وتطبيق القرارات الأممية وعلى رأسها القرار ١٧٠١ الصادر في آب من العام ٢٠٠٦ وذلك كسبيل أساسي لوقف العنف واعادة الاستقرار الى المنطقة مؤكداً تمسك لبنان بقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة اليونيفيل العاملة في منطقة الجنوب منذ العام ١٩٧٨ بموجب قرار مجلس الامن رقم ٤٢٥ ، واستنكار الحكومة اللبنانية الشديد للاعتداءات الاسرائيلية على تلك القوات .