المركزية – توقف المتابعون لمسار التطورات على الساحة السياسية في لبنان عند البيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي الذي جمع في عين التينة الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري كلا من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط .ورأوا فيه تركيزا على محورين .الاول حول الحرب ونتائجها وتضمن تأكيد موقف لبنان على المبادرة الفرنسية – الأميركية ، إضافة الى النداء لمعالجة الأوضاع الإنسانية المستجدة . والثاني يتعلق بالاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية ، وهي أولويات ليست مرتبطة ببعضها البعض تنفيذيا انما مسارها ينعكس على بعضه .والبيان شكل من دون شك دعوة صريحة للفريق المعارض الى ان يشارك في عملية الانتخاب كون التطورات الحالية فرضت وقائع جديدة ومعطيات استدعت هذا اللقاء والبيان، خصوصا وان الرئيس بري يجري حوارا مكثفا ولقاءات تشاورية ستشمل جميع الأطراف لتحضير الأرض . وهذا التغيير الذي طرأ على الاستحقاق الرئاسي ينتظر ان يتلقفه الطرف الاخر وان يتعاطى معه بإيجابية خصوصا بعدما برهنت التجربة القريبة ان الرهان على الخارج والقوى الإقليمية لا يعطي نتيجة بل على العكس يعقد الأمور كما حصل بربط الساحات وأدى الى هذه الكارثة التي حلت بلبنان ومكون من مكوناته والتي ترمي إسرائيل من خلالها لضرب الوحدة الوطنية.
النائب السابق علي درويش المقرب من الرئيس ميقاتي يقول لـ “المركزية” ان النداء البيان الذي صدر عين التينة كان عفويا من دون تحضير، وقد جاء للتأكيد على المبادرة الفرنسية – الأميركية التي حظيت بتأييد اكثر من عشرين دولة والهادف الى تبني لبنان الرسمي للبيان النداء من حيث تبني وقف النار وتطبيق القرار 1701ومواجهة كارثة النزوح بموقف وطني واحد ،سيما وان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يخفي تطلعه الى احتلال أجزاء من الأرض في الجنوب لاقامة المستوطنات فيها في خطوة ترمي الى احداث تغيير ديموغرافي في لبنان من شأنه ان يؤدي لاحقا الى قلائل وفتنة داخلية .
وعن استمرار ربط وقف النار في لبنان بوقفه في غزة يقول لقد اكد بيان عين التينة هنا ما جاء في المبادرة الأميركية – الفرنسية لجهة التمهيد لتطبق القرارات الدولية . اعتقد ان الرئيس بري ما كان ليوافق على ذلك من دون ضمان تأييد حزب الله .اما بشان القول عن تغييب المكون المسيحي عن البيان –النداء فقد جاء ذلك أولا باعتبار مضمونه كان يعبر عن موقف وطني لا يحتاج الى زيادة الانقسام في الصف المسيحي في حال دعي فريق للمشاركة دون الاخر .كما ان الرئيس ميقاتي زار لهذه الغاية بكركي ووضع البطريرك الراعي في الصورة .
وختم لافتا الى ان لجانا شكلت من الوزارات والإدارات المعنية كالاقتصاد والصحة والهيئة العليا للإغاثة للتأكد من وصول المساعدات الى النازحين ومستحقيها .اضافة هناك مسعى لتأليف لجنة برلمانية لضبط الآلية منعا لاي هدر او تصرف غير صحي وصحيح .
يوسف فارس – “المركزية”