المركزية- تفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، قواته المنتشرة عند الحدود الشمالية، بعد نحو أسبوع من بدء عملياتها البرية في جنوب لبنان، وفق ما ذكر مكتبه في بيان. وجاء في البيان “زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم (امس) قاعدة الفرقة 36 في منطقة الحدود اللبنانية”. وأعلن نتنياهو أن “جنودنا يفككون البنية التحتية التي أنشأها حزب الله لمهاجمة أراضينا”. وتوجّه نتنياهو للجنود الإسرائيليين عند الحدود مع لبنان بالقول “سننتصر”. وأشار إلى أن “تلقينا ضربة قوية قبل سنة، وعملنا خلال السنة الماضية على تغيير الواقع”. وكان نتنياهو قال في وقت سابق إن الجيش الإسرائيلي تمكن من تدمير جزء كبير من ترسانة حزب الله وغير مسار الحرب. وذكر في كلمة عبر التلفزيون، مساء السبت “لقد دمرنا جزءا كبيرا من ترسانة الصواريخ والقذائف التي بناها حزب الله طوال أعوام”، مضيفا “لقد غيرنا مسار الحرب وميزان الحرب”.
نتنياهو يصر اذا على النصر، الذي يتمثل في ابعاد حزب الله عن حدوده الشمالية وتفكيك بنيته التحتية لمنع تكرار سيناريو ٧ تشرين من الشمال. حزب الله في المقابل، وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، يصر حتى اشعار اخر، وانطلاقا من كلام وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي من بيروت الجمعة، على مواصلة الحرب، الى ان تتوقف في غزة. لكن يبدو ان وقف النار في غزة ليس وشيكا، وحتى لو حصل غدا، فإن اسرائيل لن تقبل بعد اليوم بوقف حربه على لبنان، حتى تحقيق النصر واهدافه المذكورة اعلاه.
وعلى الارجح، تضيف المصادر، هامش نتنياهو الزمني طويل ويمتد اقله حتى الانتخابات الرئاسية الاميركية. الحزب قد يكون قادرا على منع الاجتياح البري الموسع وعلى التصدي له، خاصة اذا ما بقيت الامور على ما هي عليه اليوم في الميدان الجنوبي.
لكن هل لبنان، لوجستيا وانسانيا وحياتيا وطبيا، قادر على الصمود؟
هل هو مهيأ لحرب طويلة؟ هل هو قادر على الصمود؟ هل هو قادر على تحمل تداعيات الحرب وتكاليفها وخرابها؟ الجواب: كلا. وبإقرار رسمي. وللغاية، يستعجل لبنان الرسمي وقف النار والقرار ١٧٠١ الذي تذكره اهل الحكم اليوم.
هم يقولون ان الحزب موافق على هذا الطرح، ومَن يعوقه هو الجانب الإسرائيلي. لكن وبما ان الاخير، يبدو يحظى بـ”قبة باط” اميركية لمواصلة عملياته، هل يتمكن المسؤولون من ايجاد صيغة ما تُقنع الحزب بوقف القتال؟ المعادلة واضحة: اما يتراجع الحزب انقاذا للبنان وبشره واقتصاده وبناه التحتية ومستقبله.. او ينكسر لبنان انقاذا للحزب.. فأي من الطرحين يفضل الحزب والدولة؟
لارا يزبك – “المركزية”