تبدي جهات ديبلوماسية غربية وعربية عبر موقع “جبيل اليوم” قلقها من تفاقم الأوضاع العسكرية على الحدود الجنوبيّة، بعد تخطّي الأمور نطاق قواعد الإشتباك، حيث هذه السقوف تفاعلت في الأيام الماضية بعد قصف العمق اللبناني والأراضي المحتلة في آن، ما يؤكد المؤكد بأن المعادلة تغيّرت ، وبالتالي باتت الساحة اللبنانية ضمن السقف الدولي والإقليمي للتجاذب السياسي واليبلوماسي والميداني، وصولاً إلى ترقب اللحظة المؤاتية للتوصل إلى هدنة أو المفاوضات، لكن ذلك سيحتاج وفق المصادر الدبلوماسية المعنية إلى وقت طويل، إذ ليس هناك من أي شيء يشير إلى إيجابيات قبل بلوغ الإنتخابات الرئاسية الأميركية مراحل متقدمة، ومعرفة كفة من سيفوز بهذا الإستحقاق، فهل بايدن لولاية ثانية أم يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟ وهذا الأمر مرجح جداً على خلفية محاولة اغتياله، التي أعطته تعاطفاً شعبياً لافتاً حتى من بعض خصومه.
ما يعني أن لبنان يترقّب هذا الإستحقاق ليبني على الشيء مقتضاه حول ملفاته الداخلية، كما تكشف المصادر الديبلوماسية، بأن ثمة صعوبة لإنتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة، لذا المخاوف والقلق الأساسيين هما من أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة ميدانياً، لا سيما بعد زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً إلى الكونغرس، حيث سيكون له خطابا حول الأوضاع في المنطقة ما بعد عملية 7 من أكتوبر، وصولاً إلى المرحلة الراهنة، فإذا تمكن واستطاع من إقناع الكونغرس بالدعم العسكري اللامحدود، عندها قد يقوم بمغامرات كبيرة وتندلع الإشتباكات وتشتعل الساحات، وإلا فإن هناك أجواء أيضاً بأن واشنطن تدرك بأن أي حرب قد يفتعلها نتنياهو إن كان في لبنان أو توسيع رقعة عملياته العسكرية، فذلك سيجر المنطقة برمتها إلى الحروب، وتشتعل الساحات من لبنان إلى فلسطين والعراق والجولان، ما سيؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة، لذا الوضع في سباق كبير بين الديبلوماسية والعمل العسكري، بانتظار الأيام المقبلة على ضوء هذه الزيارة، لكن ما تؤكد عليه المصادر، فالإستحقاق الرئاسي في لبنان صعب المنال، فاللجنة الخماسية مفرمل دورها في هذه المرحلة، والمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لن يعود إلى لبنان، وكذلك على الصعيد الميداني حيث الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لم يتمكن من الوصول إلى أي إنجاز، ما يدل على أن الحراك الدبلوماسي يدور في حلقة مفرغة، لذا الساحة اللبنانية في موضع الترقب والانتظار والقلق من أن تشتعل الساحة الجنوبية وتتخطى الأمور أكثر من ذلك بكثير، أي أن تخرج الأمور عن السيطرة وتنتهي عملية قواعد الاشتباك، وصولاً إلى المعادلة الجديدة إذا لم تنجح المساعي الدبلوماسية في لجم هذا التصعيد.
أنطوان غطاس صعب – “جبيل اليوم”
